-

كيف يمكن إقرار صفقة لتبادل الأسرى في إسرائيل؟

كيف يمكن إقرار صفقة لتبادل الأسرى في إسرائيل؟
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

بي بي سي


نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية مقالاً لـ يديديا شتيرن رئيس معهد سياسة الشعب اليهودي، وأستاذ القانون في جامعة بار إيلان، بعنوان "صفقة الأسرى – كيف يمكن إقرارها؟"


يرى يديديا شتيرن أن إسرائيل الآن "في خضم عاصفة كاملة: حرب مستمرة نهايتها غير مؤكدة ولها عواقب وخيمة على قوة الردع الإسرائيلية وانهيار جليدي في مكانتها الدولية، وفقدان الثقة في مؤسسات الدولة والقيادة المنتخبة، وخلافات داخلية شرسة بين مكونات المجتمع".


ورغم أن كل هذه الأمور تشكل أهمية كبرى، وفقًا لشريحة كبيرة من الناس وبالتأكيد أغلب وسائل الإعلام ــ إلا أن شتيرن يعتبر أنها تأتي في المرتبة الثانية بعد مصير الأسرى المتبقين في قطاع غزة.


وقال الكاتب إن "كل هذه القضايا متشابكة، ولا يمكن عزل قضية الأسرى عن بقية القضايا، ولكن ينظر كثيرون إلى الاتفاق على تحرير الأسرى على أنه نقطة البداية".


ولفت إلى أن "إسرائيل تتخذ إجراءات حاسمة عندما يقع مواطنوها في قبضة الأعداء: فمن أجل تحرير الأسرى يتصرف الاحتلال أحيانًا بشجاعة وتصميم هائلين، مثل عملية يوناتان في عنتيبي قبل نحو 50 عامًا، وعملية أرنون الشهر الماضي فقط هما دليل على هذا، وفي حالات أخرى تصرفت بخضوع وخنوع، مثل صفقات جبريل، وتيننباوم، وشاليط".


وذكر الكاتب بأن إسرائيل في عام 2006 "خاضت حرباً بسبب أسيرتين، ريجيف وجولدفاسر في لبنان، والآن ترفض وقف الحرب من أجل إطلاق سراح 115 أسير، بل إنها تتحمل خسارة جنودها في المعركة"مضيفًا أنه "بالرغم من أن أغلب الإسرائيليين على استعداد لإرسال أبنائهم إلى المعركة لأنهم يدركون أن هذا هو ما يتطلبه الوجود الوطني السيادي"، إلا أن أخذ المدنيين والجنود كأسرى "يثير ديناميكية مختلفة وأكثر اضطرابًا".


ويقول يديديا شتيرن إن "المواقف تختلف داخل إسرائيل فيما يخص صفقة الأسرى، إذ أن "القوميين المتدينين يميلون إلى وضع المصلحة الوطنية الجماعية فوق المصلحة الشخصية، ومن الطبيعي، وفقًا لمنظورهم، أن يكون الفوز في الحرب أمرًا بالغ الأهمية، وأن يكون إطلاق سراح الأسرى نتيجة ثانوية".


وعلى النقيض من ذلك، يقول الكاتب إن الليبراليين "يقدسون الفرد ويعتقدون أن الدولة تهدف إلى خدمته، وليس العكس، ولهذا السبب فإن إعادة الأسرى تشكل هدفًا أسمى بالنسبة لهم".


ويعتبر الكاتب أن "الموقفين غير مترابطين، فما دام إطلاق سراح الأسرى يُنظَر إليه باعتباره أمرًا ضروريًا للحفاظ على وحدة إسرائيل، ولا شك أن هذا هو رأي كثيرين، فإن القوميين المتدينين، لابد وأن يضعوا التوصل إلى صفقة على رأس قائمة الأولويات".


ويختتم الكاتب بأنه "لا ينبغي للاهتمام بملف تحرير الأسرى أن يضعف، و"القرار لصالح أو ضد أي صفقة لا ينبغي أن ينبع من حزن عميق، أو شعور بالذنب، أو تفضيل طائفي أو ضرورة دينية، المعيار الوحيد لاتخاذ القرار هو التفكير العقلاني ووزن المزايا والعيوب من منظور الأمن القومي الكلي" على حد تعبيره.