-

كيف حول "دانيال" قرية بالمنيا لسرادق عزاء كبير؟

كيف حول
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

المنيا - جمال محمد:

أعادت عاصفة "دانيال" التي ضربت الأراضي الليبية قبل أيام، ذاكرة الألم إلى مركز سمالوط بمحافظة المنيا، والذي شهد في العام 2015 فاجعة فقد 21 مصريًا ذبحًا على يد تنظيم "داعش" في ليبيا.

21 ضحية جديدة استقبلتها المشارقة القبلية، إلا أنهم اليوم قضوا بفعل العاصفة، التي حولت القرية التابعة لمركز سمالوط سرادق عزاء كبير.

اعتاد عشرات الآلاف من أبناء مركز سمالوط بمحافظة المنيا، على الذهاب إلى دولة ليبيا منذ عقود طويلة، بل وصل الأمر إلى وجود علاقات نسب ومصاهرة بين العديد من العائلات بين الطرفين، اللذين لا تتوقف الرحلات بينهما سواء للعمالة أو التجارة، فما بين السفر بشكل رسمي أو غير رسمي كما يطلق عليه في أوساط قرى سمالوط " هرابي أو عرابي"، تجد أن غالبية المنازل بها شاب أو أكثر يعيش في ليبيا، التي استوعبت الشباب المناوي بشكل عام وأبناء سمالوط على وجه الخصوص للعمل في الزراعة والبناء والتجارة.

ولكثرة تواجد أبناء سمالوط في ليبيا، يطلق البعض على عدد من قرى المركز اسم "قرى ليبية على أرض مصرية"، خاصة قرية الصليبة، وما جاورها من قرى الطيبة وشوشة والعور والسوبي، وأخيرًا قرية المشارقة القبلية "بديني"، التي فقدت 21 من أبنائها في "دانيال".

"مصراوي" قضى يومًا في القرية المنكوبة، حيث علت أصوات العويل في كل منزل، وأقيم سرادق عزاء كبير اختصر أسماء الضحايا الواحد والعشرين في جملة صغيرة على لافتة من الجلد مكتوب عليها "عزاء أبناء المشارقة - شهداء أحداث درنة".

هنا اصطف الرجال والشباب والشيوخ، كل منهم يتقبل العزاء في أحد أبنائه.

جميع الضحايا من عائلات متقاربة وبينهم مصاهرة، والجميع يقول على أي ضحية لقب "ابن عمي".

عيد سعد، أحد أهالي القرية، يحكي أن قرية المشارقة معروف عنها أنها بسيطة، تفتقر لجميع الخدمات الاجتماعية والمشروعات المختلفة، ويبلغ تعداد سكانها 10 آلاف مواطن تقريبًا، غالبيتهم من الشباب، لا يجدون فرص عمل مناسبة، فيسافونر إلى ليبيا بحثا عن لقمة العيش والعودة لتحسين أوضاع أسرهم هنا في القرية.

وفق "عيد"، فإن سكان القرية طوال الساعات الـ 72 الماضية لم يعرفوا النوم أو هدوء الأعصاب بسبب كثرة المسافرين إلى ليبيا، حتى بدأت أخبار تتوافد عن دفن 18 من شباب القرية هناك بمعرفة السلطات الليبية.

جرى نقل 3 جثامين فجر اليوم، ودفنوا بالقرية.

يقول أحمد ثابت، أحد أقارب المتوفين: "الأمر بالغ الصعوبة، جميع أقاربنا ومن نتحدث معهم من ليبيا يرون تفاصيل صادمة عن العاصفة وحجم الجثث والمصابين، والمنازل التي انهارت".

ضمت قائمة ضحايا قرية المشارقة القبلية:

محمود جمعة عبد السلام 45 سنة

أبو بكر صبحي محمد 30 سنة

سلامة عبدالله سلامة 25 سنة

مصطفى أحمد علي 23 سنة

أحمد جمال عبدالعاطي 36 سنة

عبدالله علي محمد 32 سنة

محمود فرج عبدالحليم 34 سنة

عبدالرازق هلال عبدالرازق 23 سنة

عبدالغني رزق خليفة 30 سنة

عمر خلاف سيد 28 سنة

أسامة ناجح خليفة 35 سنة

هشام إبراهيم عبدالعاطي 30 سنة

رجب خلف رجب 25 سنة

فرج سويلم سيد 47 سنة

قاسم منصور قاسم 25 سنة

أحمد ماهر عيد 32 سنة

عمر عبدالصمد محمد 45 سنة

طارق حامد أبو حلقة 30 سنة

جمعة حامد أبو حلقة 25 سنة

وليد حماد أبو حلقة 30 سنة

يوسف علي توفيق 18 سنة