هواوي مقابل آيفون.. من يركع أولا؟

"الأرض مقابل السلام".. كان هذا واحدا من أشهر مصطلحات النزاع التاريخي بين العرب وإسرائيل في القضية الفلسطينية.

لدينا الآن مصطلح مشابه له على ساحة الحروب الاقتصادية بين الولايات والمتحدة والصين، يتلخص في 3 كلمات: هواوي مقابل آيفون.

كانت أمريكا وجهت الضربة الأولى في العام 2019، بإجراءات صارمة ضد شركة هواوي، تسببت في سقوط العملاق الصيني من المركز الثاني في قائمة أكبر مصنعي الهواتف الذكية، إلى خارج قائمة العشرة الكبار.

وتأخر الرد الصيني 4 سنوات كاملة، حتى فاجأت العالم بسلسلة من الإجراءات الانتقامية ضد آيفون الرمز الأمريكي الأشهر.

في أسبوع واحد، أطلقت الصين – من خلال هواوي – هاتفها الجديد Mate 60 Pro الذي يحتوي على معالج صيني متطور لتثبت أن الحصار الأمريكي لا قيمة له، ثم عاجلت بالضربة الثانية بقرار يمنع جميع موظفي الدولة الذين يفوق عددهم 50 مليون شخص، من استخدام هواتف أيفون أو جلبها إلى مكان العمل.

وبررت الصين ذلك بمخاوف من المخاطر الأمنية الهائلة لنظام IOS الذي تعمل به أجهزة آيفون.

ونتيجة لذلك القرار، خسرت أسهم آبل نحو 200 مليار دولار من قيمتها الإسمية خلال يومين فقط.

وفقا لتقرير اقتصادي في سكاي نيوز عربية، تحظى هواتف أيفون بشعبية واسعة في الصين، التي تعد ثاني أكبر سوق منفرد لشركة أبل.

ويبدو أن آبل ارتكبت خطأ فادحا بتحريض من الإدارة الأمريكية، عندما قررت نقل صناعة هواتف آيفون من الصين إلى الهند رغم أن مبيعات آيفون في الصين خلال العام 2022 بلغت أكثر من 51 مليون هاتف بحصة سوقية وصلت إلى 18% بحسب شركة كاناليس لأبحاث السوق، ولتكون بذلك أبل ضمن أكثر 5 شركات مبيعاً للهواتف الذكية في البلاد.

ويقول محللون إن الصين اتخذت قرار توجيه الضربة لهواتف آيفون بعد أن وفرت لهم البديل المتمثل في هواوي Mate 60 Pro، مع توقعات الخبراء أنه سيلتهم نحو 38% من مبيعات آيفون في الصين.

ويعتبر هاتف هواوي الجديد بما يحتويه من معدات وتكنولوجيا صينية متطورة، أحدث جولة تصعيدية في الحرب التكنولوجية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين، خاصة أن خطوة هواوي أتبعتها السلطات الصينية، بقرار طال انتظاره من قبل المراقبين، وهو تضييق الخناق على مبيعات أيفون في البلاد، في محاولة تهدف إلى دفع الولايات المتحدة، إلى رفع الراية البيضاء في حربها ضد هواوي، من خلال تطبيق مبدأ "أيفون مقابل هواوي".

اقرأ أيضا: