-

الهجرة غير الشرعية وتداعياتها العالمية

الهجرة غير الشرعية وتداعياتها العالمية
(اخر تعديل 2025-01-31 16:16:41 )
بواسطة

الهجرة غير الشرعية: واقع مؤلم يتسارع

في مشهد يعكس القضايا الإنسانية المعقدة، أكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية قد تفاقمت بشكل ملحوظ خلال السنوات العشر الأخيرة. يعود ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع معدلات الفقر الذي تعاني منه العديد من دول العالم الثالث، بالإضافة إلى الحروب والنزاعات المستمرة التي تعصف ببعض المناطق.
حب بلا حدود مترجم الحلقة 51

إحصائيات مقلقة حول الهجرة

في سياق حديثه، استشهد "زايد" بإحصائيات تنذر بالخطر، حيث أفادت الأرقام بأن حوالي 42 ألف مهاجر غير شرعي قد وصلوا إلى شواطئ أوروبا خلال العام 2023، مما يمثل زيادة كبيرة بنسبة 292% مقارنة بنفس الفترة من العام 2022. ووفقًا للإحصاءات، يُقدّر عدد الذين فقدوا حياتهم في رحلات الهروب الخطيرة بنحو نصف مليون شخص.

ندوة حول جهود مكافحة التهريب

جاءت تصريحات الدكتور زايد خلال ندوة بعنوان "جهود اللجنة الوطنية التنسيقية في مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر"، التي تم تنظيمها من قبل مكتبة الإسكندرية. وقد عُقدت هذه الندوة في إطار النشاط الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور عدد من الشخصيات البارزة مثل السفيرة نائلة جبر والدكتور أحمد سعدة، مساعد وزيرة التضامن.

دور الأمم المتحدة ومصر في مواجهة الظاهرة

أشار زايد إلى أن الأمم المتحدة قد بدأت مؤخرًا في تعزيز دور منظمة الهجرة غير الشرعية، التي تأسست عام 1951، وذلك في ظل المخاطر المتزايدة التي تسببت بها هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة. وقد انضمت مصر مبكرًا إلى هذه المنظمة، حيث عملت على بلورة استراتيجيات متكاملة لمكافحة هذه الظاهرة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

التحديات التي تواجه مصر

وحذر "زايد" من وجود خطر متزايد يتمثل في ما يمكن تسميته بـ "متلازمة الهجرة" غير الشرعية، حيث تديرها شبكات تجارة البشر. ولفت إلى أن هناك عوامل محلية تسهم في تعزيز هذه الظاهرة، مثل الشبكات غير القانونية التي تُسهل عملية الهجرة وتوقع الضحايا.

ثقافة منحرفة وتحديات قانونية

كما أشار إلى أن التقليد الأعمى لمن نجحوا في تجارب الهجرة غير الشرعية يعد أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع البعض للسير على نفس النهج، معتبرًا أن هذه الظاهرة تعكس "ثقافة منحرفة". وطالب بتشديد القوانين لمواجهة العصابات والشبكات التي تقف وراء هذه الظاهرة.

القيم المادية والمعنوية في النجاح

وفي ختام حديثه، حذر زايد من تنامي القيم المادية في المجتمع، مؤكدًا أن النجاح لا يعني فقط تحقيق مكاسب مادية، بل يتطلب أيضًا النجاح المعنوي. واستشهد بنجاح اللاعب المصري محمد صلاح، الذي يعتبر نموذجًا يحتذى به في تحقيق الإنجازات المعنوية، حيث تجسد سعادته في إهداء الفرح لمتابعيه.