في 13 محافظة.. طوابير التبرع بالدم من أجل غزة
كتب- محمود الطوخي:
"دعما لفلسطين" شعار يجتذب مئات المواطنين بالطرقات في صفوف امتدت لمسافات طويلة دعما للدم الفلسطيني الذي يواصل النزيف، شباب وفتيات ورجال من الشيوخ ونساء من العجائز، الجميع قد شمّر عن ساعده بانتظار دوره في أسرّة على جانب شوارع 13 محافظة، في حملة أطلقها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بالاشتراك مع عدد من الجمعيات الأهلية للتبرع بالدم ضمن مساعدات طبية وغذائية سترسل إلى غزة.
ومنذ الخميس الماضي انطلقت بعض الجمعيات الأهلية في تحصيل التبرعات بالدم في عدد من الجامعات المصرية، واشتركت نحو 20 جمعية أهلية الجمعة الماضية في الحملة التي دُشّنت بالتعاون مع مؤسسة (التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي) في 13 محافظة مختلفة وفق محمود فؤاد أحد أعضاء التحالف، وهى محافظات القاهرة، والأسكندرية، وأسيوط ، والإسماعيلية، والبحيرة، والشرقية، والغربية، والمنيا، وكفرالشيخ، والأقصر، والفيوم، والمنوفية، والجيزة.
الحملة التي استقبلها المصريون بترحاب واسع في الشارع تأتي استجابة لنداءات بعض المسؤولين الفلسطينيين بتوفير إغاثات طبية عاجلة، بعدما بات القطاع الصحي المنهك بالأساس في فلسطين على شفا الانهيار في ظل ارتفاع عدد الإصابات التي بلغت أكثر من 7696 وشهداء تخطو 1900 منذ بدء العدوان على غزة، وما زالت الأعداد تتزايد.
يتوقف عمل الحملة رغم استمراراها في الأيام المقبلة بعد ما حققته من نتائج مُرضية، على التوصل لكيفية إدخال تلك المساعدات الإغاثية إلى القطاع المحاصر عبر المعابر الحدوية؛ وفق فؤاد: "اخترنا يوم الجمعة بالتحديد بداية فعلية للحملة؛ لكونه عطلة رسمية واستهدفنا المساجد بـ 3 مراكز لجمع أكبر قدر ممكن من التبرعات من خلال حشد المواطنين وحثهم على التبرع، وكان الإقبال كثيفا إذ بلغ متوسط ما جمعه كل مركز نحو 100 كيس دم".
وفي الأسكندرية كانت الصفوف قد امتدت إلى عشرات الأمتار أمام نقطتين للتبرع بالدم تولتهما مؤسسة "صناع الحياة" بمنطقتي مسجد القائد إبراهيم والمرسي أبو العباس منذ الساعة 11 صباحا، تمهيداً لاستقبال المواطنين، إلى أن توقفت النقطتين عن استقبال متبرعين جدد بعد وقت قليل بسبب كثافة المتوافدين، بحسب مروة العشري منسقة بمؤسسة صناع الحياة بالأسكندرية.
"بمجرد أن يعلم الناس أننا نجمع التبرعات لصالح غزة فإنهم يسارعون بالقدوم، إضافة إلى أننا رفضنا عددا كبيرا من المتوافدين الراغبين في التبرع بسبب حالتهم الصحية"، لم تكن العشري ومن معها يعلمون أن التزاحم على التبرع قد يصل إلى هذا الحد، وما بحوزتهم من الأدوات الطبية وأكياس الدم الفارغة "الإرب" لم يكن ليكفي، ليضطروا إلى ضم النقطتين بمحيط مسجد القائد إبراهيم، تقول العشري: "كان بصحبتنا سيارتين مجهزتين لنقل تلك الأكياس لم يكف كلاهما لاستيعاب تلك الكميات التي بلغت أكثر من 200 كيس دم بعد وقت قصير".
كميات كبيرة من الإغاثات الغذائية والطبية جهزتها الجمعيات بالتعاون مع التحالف الوطني إضافة إلى مساعدات استقبلتها مصر من الأردن وتركيا بمطار العريش، والتي ينتظر عبورها إلى غزة في التاسعة من صباح اليوم الاثنين، عبر معبر رفح الحدودي، بينما لا يزال المواطنون يتوافدون على المراكز للتبرع بالدم لتلبية احتياجات الأشقاء الفلسطينيين.