-

بالصور.. أحد شيوخ قبيلة الحويطات بجنوب سيناء

بالصور.. أحد شيوخ قبيلة الحويطات بجنوب سيناء
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

جنوب سيناء – رضا السيد :

الترحال جزء من حياة البادية منذ القدم، فالبدوي يرحل بحثًا عن الكلأ وتجديد المكان، وما زال الرحيل من مكان لآخر يشكل ظاهرة اجتماعية لدى بدو جنوب سيناء، وهذا الرحيل مكنهم من التعرف على كافة الدروب، وأصبحوا خبراء بالصحراء وكل ما تحتويه من تضاريس وطبيعة وعيون وآبار، وتستغرق الرحلة يومًا أو أيام، والعرف البدوي يجعلهم يشعرون بالطمأنينة على حرمة منازلهم خلال الترحال.

وقال الشيخ خليل إبراهيم الحويطي، أحد مشايخ قبيلة الحويطات بجنوب سيناء: إن الارتحال صفة ملازمة للبدوي، وهو يرتحل لأسباب كثيرة، إما للقنص والصيد، أو الانتقال إلى مكان يكثر فيه العشب للرعي، وإما لتغيير إقامته، أو للسفر إلى المدن والحواضر لتسوق منتجات.

وأوضح الشيخ خليل، أن اسم الرحلة يختلف باختلاف أهدافها، فالسفر إلى الحواضر والمدن لتسويق منتجات أو سلع تسمى "خاطر" بمعنى خطر، كونها تحفها المخاطر نظرًا كونهم ينتقلون بين الجبال والوديان لمسافات طويلة، أما الارتحال وراء العشب إلى الأماكن التي سقط عليها المطر، فتسمى "النجعة" ويقال على المرتحلين لهذا الغرض "ربعوا"، وفي حالة الارتحال لصيد الضباع والثعالب يطلقه عليهم "أبو الحصين".

وأكد أن من أهم الرحلات للبدوي هي رحلة "الطلب" ومن يذهب فيها يسمى الطالب، وهذه الرحلة لابد أن يرتب لها شباب البدو، ويختارون لها إبل قوية وسريعة، كونها قد تكون لتعقب قوم غرباء عن المنطقة قاموا بخطف الأغنام والإبل من مراعيها، وقد تكون أيضًا بهدف البحث عن الإبل الضالة.

وعن الراحة التي تمارس يوميًا في البادية، قال الشيخ خليل،: إنها رحلة "الرعاة"، وتبدأ من قبل شروق الشمس وتنتهي عند الغروب، وفيها تذهب الفتيات بالأغنام إلى مراعيها ومعها متطلبات الرحلة من ماء وطعام، كما يسوق الفتيان الإبل إلى المرعى، وقد يكون المرعى بعيدًا عن التجمع البدوي ومع ذلك فالفتاة البدوية سواء كانت بمفردها أو مع رفيقتها في المرعى لا تشعر بالخوف أو القلق، لكون العرف البدوي تكلف بحمايتها، وإذا جاءت الفتاة واشتكت من أي إنسان تعدى عليها ولو بالقول، فهي صادقة ومصدقة ويجري تطبيق أحكام العرف البدوي على المتعدي، تطبيقًا للمثل البدوي الذي يقول "كاذبتهن صادقة".

ولفت إلى أن المرأة البدوية يقع على عاتقها عبء كبير خلال عملية ترحال الرجل، كونها مسئولة عن تربية الأبناء، والحفاظ على البيت في غياب الرجل، كما يقع على عاتقها جلب الماء والحطب، وكذلك تربية الأغنام، وتخيط أثوابها وتطرزها، وتنسج المفروشات مثل الكليم والسجاد اليدوي من أصواف الأغنام وأوبار الإبل على النول البدائي، وتصنع من ألبان الأغنام السمن والجبن واللبن الرايب، وتعد الطعام لأبنائها، وتقوم بواجب الضيافة في حالة غياب الزوج.

وأضاف أن الرجل يرتحل عن منزله وهو مطمئن على زوجته وأبنائه بين أقاربه وجيرانه، وإذا حاول أحد أن يمسها بسوء خاصة تحت جنح الظلام فإنها "توج نارها وتهيب جارها" أي توقد النار وتنادي على جارها الغريب، موضحًا أن إشعال النار في الليل دليل على حدوث أمر غير مألوف فيبادر الجيران لنجدتها، وسرعان ما يجري التعرف على الشخص الذي حاول أن ينتهك حرمة المنزل عن طريق قص الأثر "قص الجرة"، وعليه في هذه الحالة أن يسوق الجيرة، وتعني أنه طائع للحق ومستعد لسداد ما يقع عليه من جزاء وحقوق يفرضها القاضي العرفي المختص بقضايا النساء ، ويطلق عليه "العقبي".