الملكية الفكرية في مصر: نقلة نوعية جديدة

محاضرة حول الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية

استضافت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأربعاء، محاضرة متميزة بعنوان "الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية.. نقلة نوعية لمنظومة الملكية الفكرية في مصر". وقد ألقاها الأستاذ الدكتور هشام عزمي، رئيس مجلس إدارة الجهاز المصري للملكية الفكرية، تحت إدارة الدكتور أحمد زايد، مدير المكتبة.

أهمية الملكية الفكرية

أشار الدكتور أحمد زايد إلى الدور المحوري الذي يلعبه الدكتور هشام عزمي في تطوير مجال الملكية الفكرية، مؤكدًا أن الملكية الفكرية تمثل قضية حيوية تتجاوز جوانبها القانونية لتشمل أبعادًا ثقافية واجتماعية مهمة. فكلما زادت ثقافة الملكية الفكرية، ارتفعت قيم الثقة والتسامح في المجتمع، مما يسهم في تعزيز التنوع والابتكار.

تاريخ الملكية الفكرية في مصر

وخلال المحاضرة، تناول الدكتور هشام عزمي تاريخ الملكية الفكرية في مصر، بدءًا من إصدار أول قانون للعلامات التجارية في عام 1939، وصولًا إلى قانون حماية حقوق الملكية الفكرية في عام 2002. كما تم الحديث عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية في عام 2022، بالتوازي مع إنشاء الجهاز المصري للملكية الفكرية في أغسطس 2024.

نقاط القوة والتحديات

سلط عزمي الضوء على نقاط القوة التي تمتاز بها مصر في هذا المجال، مثل وجود أساس دستوري وتشريعي متين، بالإضافة إلى الثروة الفكرية والتراث الوطني الغني. ومع ذلك، أكد على ضرورة تحسين البيئة المؤسسية وزيادة الوعي العام حول الملكية الفكرية.

كما تناول المحاضر الفرص المتاحة للتعاون مع المنظمات الدولية لدعم الابتكار وتعزيز الدور الريادي لمصر في هذا المجال. لكنه لم يخفِ التحديات التي تواجه هذا القطاع، مثل قرصنة المنتجات الفكرية وضعف الآليات المتاحة للتعامل معها، بالإضافة إلى الفجوة التكنولوجية بين مصر والدول المتقدمة.
العبقري مترجم الحلقة 28

الذكاء الاصطناعي وأثره على الملكية الفكرية

وفي سياق الحديث، تطرق الدكتور هشام عزمي إلى دور الذكاء الاصطناعي المتنامي في الصناعات الثقافية والإبداعية. وشدد على أهمية تحديد الجهود البشرية اللازمة لحماية المنتجات الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، ودعا إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأخلاقيات التعامل مع هذه التكنولوجيا الحديثة لتفادي سوء الاستخدام.

أهمية تطوير المحتوى العربي

كما أكد على الحاجة الملحة لتطوير قواعد بيانات عربية تتيح توفير محتوى عربي دقيق يعزز من فعالية الذكاء الاصطناعي ويضمن حيادية البيانات. إن هذا الأمر يعد جوهريًا في سياق تعزيز الملكية الفكرية ودعم الابتكار في مصر.