-

علاقة مثيرة بين ألزهايمر والسرطان

علاقة مثيرة بين ألزهايمر والسرطان
(اخر تعديل 2024-09-28 07:22:12 )
بواسطة

اكتشافات جديدة حول ألزهايمر والسرطان

في دراسة جديدة أجريت على مجموعة من القوارض، تم الكشف عن سبب يفسر لماذا يبدو أن المصابين بمرض ألزهايمر أقل عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان. هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة لفهم العلاقة المعقدة بين الأمراض المختلفة.

أهمية ميكروبيوم الأمعاء

لاحظ العلماء في الصين انخفاضًا ملحوظًا في معدل إصابة الفئران بسرطان القولون والمستقيم، وذلك عند مقارنة الفئران التي تعاني من أعراض ألزهايمر مع تلك السليمة. ولكن المفاجأة كانت عند زرع براز من فأر سليم إلى الفئران المصابة، حيث عاد معدل الإصابة بالسرطان إلى مستوياته الطبيعية، مما يشير إلى أهمية ميكروبات الأمعاء في هذا السياق.

التأثيرات على الجهاز المناعي

تشير الأدلة الجديدة إلى أن بعض الميكروبات الموجودة في الأمعاء قد تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الجهاز المناعي، مما يؤثر في النهاية على صحة الدماغ. هذا الارتباط بين ميكروبيوم الأمعاء وأعراض مرض ألزهايمر لم يكن وليد الصدفة، بل تم دعمها من خلال العديد من الدراسات السابقة.

التجارب السريرية والدراسات السابقة

في إطار هذه الأبحاث، وجد العلماء أن عملية زرع البراز يمكن أن تنقل مشاكل الذاكرة بين الفئران، مما يسلط الضوء على أهمية الميكروبات المعوية في هذه الديناميكية. دراسة جديدة تبحث بعمق في هذا الارتباط المعقد بين مرض ألزهايمر وميكروبيوم الأمعاء، وكذلك تأثيره على خطر الإصابة بالسرطان.
أنا بنت أبي الحلقة 121

الارتباط بين ألزهايمر والسرطان في البشر

بعض الدراسات الحديثة على البشر أظهرت أن خطر الإصابة بالسرطان بين مرضى ألزهايمر قد انخفض إلى النصف. في الوقت نفسه، لوحظ أيضًا انخفاض بنسبة 35% في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر لدى مرضى السرطان، ولكن يبقى السؤال: لماذا يحدث ذلك؟

تجارب جديدة في الصين

في سلسلة من التجارب التي أجريت في المستشفى الأول لجامعة خبي الطبية في الصين، أظهرت الفئران التي تعاني من أعراض ألزهايمر مقاومة ملحوظة لسرطان القولون عندما تم إحداث المرض بشكل مصطنع. وقد تبين أن الالتهاب المعوي قد تم قمعه بشكل كبير، مما يؤدي إلى نتائج مثيرة للاهتمام.

استكشاف الميكروبات المعوية

لتحديد الميكروبات الموجودة في الأمعاء، قام الباحثون بجمع عينات من الفئران وعثروا على عدد من المرشحين، بما في ذلك بكتيريا تُعرف باسم بريفوتيلا (Prevotella). وعند معالجة الفئران ببكتيريا بريفوتيلا، تم تقليل عدد الخلايا المناعية المؤيدة للالتهابات حتى عند تعرض الفئران لمسببات الأمراض الخطيرة.

تأثيرات الالتهاب على صحة الدماغ

يُعتقد أن الاستجابة الالتهابية المنخفضة تعود جزئيًا إلى أن الأمعاء كانت "أكثر تسربًا" من المعتاد، مما سمح لبعض المنتجات الثانوية الميكروبية بالدخول إلى الدورة الدموية بسهولة أكبر. هذا الأمر قد يفسر لماذا أظهرت الفئران التي تم معالجتها بمركبات مشتقة من بريفوتيلا مقاومة لتطور الأورام في المستقيم والقولون.

دور الالتهاب في تكوين الأورام

الباحثون أشاروا إلى أن الالتهاب يعد أحد المكونات الرئيسية في عملية تكوين الأورام. ويبدو أن الخصائص المضادة للسرطان في نماذج الفئران المصابة بمرض ألزهايمر قد تكون ناجمة عن تحمل الالتهاب المعوي بسبب العديد من الأجناس البكتيرية المحددة في ميكروبات الأمعاء.

الدليل على العلاقة العكسية

خلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تقدم دليلًا بيولوجيًا وتجريبيًا يدعم وجود علاقة عكسية بين الإصابة بمرض ألزهايمر وسرطان القولون والمستقيم. لذا، فإن فهم هذه العلاقة قد يساهم في تطوير استراتيجيات جديدة لعلاج هذين المرضين.