تحقيق: معاناة الطبيبات في باكستان
مقدمة
في باكستان، تعاني العديد من النساء العاملات في مجال الرعاية الصحية من تجارب مؤلمة تتعلق بالتحرش والعنف، سواء من زملائهن الذكور أو حتى من المرضى وأسرهم. في أعقاب حادثة مروعة حيث تم اغتصاب وقتل طبيبة متدربة في مستشفى هندي، ارتفعت الأصوات في باكستان لتكشف عن المخاطر اليومية التي تواجهها الطبيبات.
رائحة الصندوق الحلقة 28
قصص من قلب المستشفيات
تحدثت الدكتورة نصرت (اسم مستعار) عن تجربة مؤلمة لزميلة لها، حيث جاءتها طبيبة شابة تبكي، تخبرها كيف تم تصويرها في المرحاض من قبل زميل لها. وبدلاً من تقديم الدعم، عانت الطبيبة من خوف دائم من تسرب الصور إلى عائلتها، مما دفعها لرفض تقديم شكوى رسمية.
التحرش في أماكن العمل
تشارك الدكتورة آمنة (اسم مستعار) تجربتها بعد أن تعرضت للتحرش من قبل أحد رؤسائها. وعلى الرغم من تقديمها شكوى، لم تجد أي استجابة أو دعم من الإدارة، بل قوبلت باللامبالاة.
الإحباط من النظام
تقول آمنة: "لقد أخبروني إنني كنت هنا لفترة قصيرة فقط، وطلبوا مني الدليل". هذه المحادثات تعكس واقعاً مريراً حيث تفتقر المستشفيات إلى آليات موثوقة للإبلاغ عن الاعتداءات.
التحديات المستمرة
تتحدث الدكتورة سمية طارق سيد، رئيسة قسم الجراحة في مستشفى الشرطة في كراتشي، عن غياب الثقة والمساءلة في النظام الصحي. وتصف كيف تعرضت للتهديد من زملائها عندما حاولوا إجبارها على تغيير تقرير رسمي.
العنف الجسدي واللفظي
تُظهر الدراسات أن ما يصل إلى 95% من الممرضات في باكستان تعرضن للعنف في مكان العمل. ومن المثير للقلق أن 27% من الممرضات في مستشفيات لاهور أبلغن عن تعرضهن للعنف الجنسي، بينما كانت النسب أعلى في مناطق أخرى من البلاد.
غياب الأمان والموارد
تُعتبر المسألة الأمنية من أكبر التحديات، حيث يمكن لأي شخص الدخول إلى المستشفيات دون أي رادع. تصف الدكتورة ساديا كيف تعرضت للاعتداء من قبل أقارب المرضى، مشيرة إلى غياب الأمن في المنشآت.
الضغط النفسي والإجهاد
تواجه الطبيبات ضغوطات كبيرة من طول ساعات العمل ونقص المرافق الأساسية، مما يجعل الحياة اليومية في المستشفيات تجربة شاقة.
الختام: الحاجة إلى التغيير
تتزايد المحادثات بين الطبيبات حول كيفية ضمان سلامتهن بعد أحداث مؤلمة مثل حادثة الهند. تشعر الطبيبة إليزابيث توماس بالقلق على ابنتها، وتتساءل: "هل ستكون الطبيبة آمنة في هذا البلد؟".