هل تلوح حرب جديدة في الأفق؟
بي بي سي
في شوارع بيروت، عاصمة لبنان، يسير الناس وهواتفهم المحمولة في أيديهم، لكن التوتر يسود الأجواء. فالجميع يخشى من حدوث هجوم مفاجئ آخر، لكن هناك تهديدًا أكبر يلوح في الأفق - حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، المدعوم من إيران.
رحلة لاكشمي 4 الحلقة 16
أحدث الهجمات: دمار وذعر
في يوم الثلاثاء، كانت هناك سلسلة من الانفجارات التي أودت بحياة 37 شخصًا وأصابت أكثر من 2600 آخرين، حيث انفجرت آلاف أجهزة النداء في مختلف أنحاء لبنان. ثم تلاها انفجار آخر لأجهزة الاتصال اللاسلكية يوم الأربعاء، جميعها كانت تستهدف أعضاء حزب الله.
على الرغم من عدم تأكيدها، يُعتقد أن إسرائيل تقف خلف هذه الهجمات. وفي يوم الأربعاء، أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تصريحات تعلن عن "مرحلة جديدة من الحرب".
نظرة على المستقبل: ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك؟
إليكم بعض السيناريوهات المحتملة لما قد يحدث في لبنان بعد هذه الأحداث المأساوية:
1. تصعيد العمليات الإسرائيلية
من المحتمل أن تستمر إسرائيل في هجماتها، على أمل تحقيق نصر "حاسم"، حيث يعتقدون أن حزب الله قد تراجع. وفي ظل هذه المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب شاملة، صرح وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، بأن لبنان بحاجة للاستعداد للأسوأ، مضيفًا: "الهجومان الأخيران يوضحان أن نية إسرائيل ليست التوصل لحل دبلوماسي".
2. رد حزب الله المحتمل
في الجانب الآخر، يمكن لحزب الله أن يرد على الهجمات، وقد يترتب على ذلك غزو بري من إسرائيل. حسن نصرالله، زعيم حزب الله، علق على الهجمات الأخيرة يوم الخميس، مشيرًا إلى أن إسرائيل تجاوزت "كل الحدود". واعترف نصرالله بأن الضربة كانت غير مسبوقة، لكنه أكد أن قدرة الحزب على التواصل ما زالت قائمة.
3. تأثير الهجمات على حزب الله
تقول مراسلة بي بي سي، نفيسة كوهناورد، إن هذه الهجمات كانت بمثابة ضربة هائلة للجماعة، حيث وصفها نصرالله بأنها "اختبار كبير". وقد أثرت هذه الحوادث على وضع حزب الله، حيث أن العديد من المصابين ينتمون إلى مجموعات النخبة من المقاتلين.
4. هل هي جزء من استراتيجية أكبر؟
هناك نظرية تشير إلى أن الهجمات على أجهزة النداء لم تكن مجرد حدث عابر، بل قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع. وفقًا لمراسل بي بي سي لشؤون الأمن، جوردون كوريرا، يبدو أن هناك خطة مدروسة وراء هذه الهجمات، لكن التفاصيل لا تزال غامضة.
الخلاصة: الأفق الغامض
بينما تتجه الأنظار نحو لبنان، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه الأحداث إلى تصعيد أكبر في الصراع، أم ستشهد المنطقة نوعًا من التهدئة؟ لا تزال الأمور غير واضحة، لكن ما هو مؤكد هو أن الوضع يتطلب مراقبة دقيقة وتحليل مستمر.