-

هل ورد أن "نيل مصر" له أفضلية ليست لغيره من

هل ورد أن
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب-محمد قادوس:

ورد إلى بوابة دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه:" هل ورد أن "نيل مصر" له أفضلية ليست لغيره من الأنهار؟

أجاب على ذلك، الدكتور شوفي علام، المفتي السابق قائلًا أن نيل مصر أفضل الأنهار في هذه الدنيا وأحد عجائبها؛ فقد ذكره الله تعالى في كتابه وجعله آية من آياته، ومزجه بالرحمة، وملأه بالبركة، وأودع فيه مِن المزايا ما جعله سيد الأنهار، وأعظمها على الإطلاق؛ وقد وردت الآثار والأخبار التي تُقرِّر وتُبيِّن ذلك.

وأضاف علام عبر بوابة دار الافتاء الرسمية، ممَّا يُعلم به أفضلية نهر النيل على غيره من الأنهر أمور عديدة، منها:

*أنه النهر الذي تفرد بشرف الذِّكر في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها ما هو بالنص عليه والتصريح، ومنها ما هو بالإشارة والتلميح.

فأما ورود ذكره في القرآن الكريم تصريحًا: فقد ذُكر نهر النيل باسم "اليم" -وهو لفظ عبراني يقصد به نهر النيل- ست مرات في القرآن الكريم، لبيان فضله مِن أنه آية من آيات الله تعالى ينجي بها عباده الذين اصطفى؛ وذلك فيما ذُكر في قصة سيدنا موسى عليه السلام، حيث كان نهر النيل هو الوسيلة التي اتخذتها أمُّ موسى بوحي من الله تعالى لنجاة ابنها، حيث حمله النهر إلى قصر فرعون سالمًا محفوظًا؛ حيث قال الله تعالى: ﴿إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى ۝ أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ [طه: 38-39]، وقال تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ [القصص: 7].

* أنه النهر الذي تفرَّد بكثرة النصوص والآثار عن الصحابة والتابعين في ذكر أفضليته، ومن ذلك:

ما روي عن يزيد بن أبي حبيب، أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سأل كعب الأحبار: "هل تجد لهذا النيل في كتاب الله خبرا؟ قال: إي، والذي فلق البحر لموسى، إني لأجده في كتاب الله أن الله يوحي إليه في كلِّ عام مرتين يوحي إليه عند جريه: إن الله يأمرك أن تجري فيجري ما كتب الله له، ثم يوحي إليه بعد ذلك يا نيل غُرْ حميدا". ذكره العلامة ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص: 177، ط. مكتبة الثقافة الدينية)، والعلامة الأصبهاني في "الطيوريات" (3/ 1098-1099، ط. مكتبة أضواء السلف)، والعلامة جمال الدين بن تغري بردي في "النجوم الزاهرة" (1/ 33، ط. دار الكتب المصرية)، والإمام السيوطي في "حسن المحاضرة" (2/ 341-342، ط. الحلبي)، وذكره بلفظ: "يا نيل عُدْ حميدًا".

*نص الأئمة والعلماء على أن هناك خصائص يمتاز بها نهر النيل عن غيره من الأنهار، وإن اشترك معه غيره في بعضها إلا أن خصائصه في المجمل أكثر وأعم منها جميعًا، ومن آحادها من باب أولى.

فمن الأنهار ما يشترك مع النيل في أنها أكبر الأنهار الموجودة في الدنيا كدجلة والفرات وغيرهما؛ جاء في "رحلة ابن بطوطة" (1/ 208، ط. أكاديمية المملكة المغربية) أنه قال: [والنيل أحد أنهار الدنيا الخمسة الكبار وهي: النيل، والفرات، ودجلة وسيحون وجيحون] اهـ.

وقال الإمام الدمياطي الشافعي في "إعانة الطالبين" (2/ 385، ط. دار الفكر): [والحاصل: أفضل المياه على الإطلاق: ما نبع مِن بين أصابعه الشريفة، ثم ماء زمزم، ثم ماء الكوثر، ثم نيل مصر، ثم باقي الأنهر؛ كسيحون، وجيحون، والدجلة، والفرات، وقد نظم ذلك التاج السبكي فقال:

وأفضل المياهِ ماءٌ قد نَبَعْ *** من بين أصابِعِ النبيِّ المُتَّبَعْ

يَليهِ ماءُ زمزمَ فَالكوثر *** فنيلُ مصرَ، ثم باقي الأنْهُرْ] اهـ.

اقرأ ايضًا