-

تصعيد عسكري إسرائيلي ضد إيران وتأثيراته

تصعيد عسكري إسرائيلي ضد إيران وتأثيراته
(اخر تعديل 2025-06-13 17:16:27 )
بواسطة

كتب - حسن مرسي:

تحليل دكتور طارق فهمي حول الضربات العسكرية

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الضربات العسكرية الأخيرة التي نفذتها إسرائيل على المنشآت النووية الإيرانية تستهدف مواقع محددة، لكنه حذر من أن الصورة الكاملة لا تزال غير واضحة فيما يتعلق بنوعية هذه العمليات وتأثيرها.

وخلال مداخلة هاتفية له مع فضائية "إكسترا نيوز"، أشار فهمي إلى أن إيران تمتلك مجموعة من المنشآت النووية المتعددة والموزعة في أماكن مختلفة، بما في ذلك بعض المنشآت التي تقع تحت الأرض، مما يجعل من الصعب على إسرائيل استهدافها بشكل كامل نظرًا لمحدودية قدراتها العسكرية.

وأضاف أن التقارير الإسرائيلية تشير إلى استهداف منشآت في مناطق مثل تنز وبشهر وأصفهان، لكن دقة هذه الضربات لا تزال موضوعًا للجدل. وأكد أن تقييم الأضرار يعتمد بشكل كبير على مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين يمتلكون الأدوات والخبرات اللازمة لتقديم تقييم دقيق للوضع.

وأشار فهمي إلى أنه من المبكر الحكم على ما إذا كانت هذه الضربات تمثل بداية حرب شاملة أم هي مجرد ضربات رمزية، لكنه أكد أن المصادر الإسرائيلية تتحدث عن استمرار هذه العمليات لعدة أسابيع قادمة.

التنسيق الأمريكي-الإسرائيلي

لفت فهمي إلى أن العملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل تمت بتنسيق مع الولايات المتحدة، رغم نفي الرئيس الأمريكي معرفته المسبقة بالعمليات. واعتبر أن تصريحات الرئيس الأمريكي تشير إلى أن الإدارة الأمريكية كانت على علم بالضربات، لكنه من المبكر تأكيد مشاركة القوات الأمريكية بشكل مباشر، نظرًا للحاجة إلى دعم جوي وأمني واستراتيجي كبير.

وأضاف أن القدرات العسكرية الإسرائيلية المحدودة قد تجعل استهداف جميع المنشآت النووية الإيرانية أمرًا صعبًا، مما يزيد من احتمالية رد فعل إيراني سريع.

وأوضح فهمي أن إيران أعلنت حالة الاستعداد القصوى، مع تعيين قادة جدد في الجيش والحرس الثوري، مما يعكس وجود اختراقات أمنية كبيرة طالت قيادات بارزة داخل إيران.

وأكد أن هذه الضربات أدت إلى حالة من الارتباك داخل إيران، لكنه استبعد أن تدفعها لتقديم تنازلات في المفاوضات النووية، نظرًا للنهج الاستراتيجي الثابت الذي تتبعه إيران.
آسر الحلقة 52

التداعيات السياسية والإقليمية

أشار فهمي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو المستفيد الأكبر من هذه العملية، حيث تمكن من توحيد الشعب الإسرائيلي خلف قيادته السياسية والعسكرية. واعتبر أن هذه الضربات قد عززت موقف نتنياهو داخليًا، خاصة في ظل محاولات تفكيك ائتلافه الحكومي.

وأضاف أن إسرائيل ترى في هذه العملية فرصة ذهبية لتحييد ما تصفه بـ "الخطر الإيراني"، مستندة إلى معلومات استخباراتية تفيد بقرب إيران من تحقيق "العتبة النووية".

وأوضح أن الضربات الإسرائيلية، التي استهدفت قادة عسكريين وعلماء، كانت مفاجئة، لكن إيران كانت على دراية بالتحذيرات الأمريكية السابقة. وأكد أن ردود الفعل الإيرانية قد تشمل تنفيذ ضربات مقابلة، مشيرًا إلى حالة الذعر التي تسود في إسرائيل، حيث تم رفع مستوى الاستعداد وفتح الملاجئ، مع دعوة إسرائيل لرعاياها في الخارج بعدم كشف هويتهم.