صلاة الاستسقاء: حكمها وكيفية أدائها
كـتب- علي شبل:
وتبقى ليلة الحلقة 81
تأتي دعوة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت، إلى جانب دعوة دائرة الإفتاء الأردنية، لإقامة صلاة الاستسقاء في مساجد البلاد يوم السبت المقبل. هذه الخطوة تأتي تماشيًا مع سُنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في طلب الغيث والسقيا من الله سبحانه وتعالى. وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز المعلومات المتعلقة بصلاة الاستسقاء، بما في ذلك حكمها، كيفية أدائها، والدعاء الوارد فيها.
حكم صلاة الاستسقاء
تُقام صلاة الاستسقاء عندما تعاني البلاد من الجدب وانقطاع المطر، وحاجة الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات إلى الماء. وتعتبر هذه الصلاة سُنة مؤكدة بالإجماع من قبل العلماء، لما ورد عن عبد الله بن زيد بن عاصم، حيث قال: "رأيت النبي صلّى الله عليه وسلّم يومًا يخرج ليستسقي، فحوّل إلى الناس ظهره واستقبل القبلة يدعو، ثم حوّل رداءه، ثم صلّى ركعتين جهراً."
كيفية أداء صلاة الاستسقاء
أما عن كيفية أداء صلاة الاستسقاء، فهي تُشبه إلى حد كبير صلاة العيد. حيث يُصلي الإمام ركعتين، يُكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات. يبدأ بتكبيرة الإحرام، ثم يتبعها ست تكبيرات أخرى، ثم يستفتح، ويقرأ الفاتحة وما تيسر من السور. بعد ذلك، يركع، ويرفع، ويسجد سجدتين، ثم يقوم لأداء الركعة الثانية بنفس الطريقة، مع تكبير خمس تكبيرات بعد الاعتدال.
وبعد الانتهاء من الصلاة، يقوم الإمام بخطبة للناس يتحدث فيها عن أهمية الاستغفار والتوبة، ويُذكّرهم بأسباب القحط والمعاصي التي قد تؤدي إلى حبس المطر. ويحثهم على الابتعاد عن الظلم وأكل أموال الناس بالباطل، ويذكرهم بضرورة التوبة والرجوع إلى الله.
الدعاء الوارد في صلاة الاستسقاء
بعد انتهاء الصلاة، يدعو الإمام رافعًا يديه، ويقوم الناس برفع أيديهم كذلك في دعاء لله. من بين الأدعية المشروعة: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا"، وذلك ثلاث مرات. كما يُقال: "اللهم اسقنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا غدقًا مجلًا سحًا طبقًا عامًا نافعًا غير ضار"، وهذا يتضمن دعاء النبي الذي كان يقول: "اللهم أنبت لنا الزرع، وأدر لنا الضرع، واسقنا من بركاتك".
كما يفضل أن يستقبل الإمام القبلة أثناء الدعاء، مستغفرًا الله ومتضرعًا إليه، فيرفع الناس أيديهم تضرعًا ودعاءً مع إمامهم. ومن السُنة أن يحول الإمام رداءه عند استقباله للقبلة، وهو ما يعتبر علامة تفاؤل بتحويل القحط إلى غيث ورخاء.
وقد استشهد العلماء بحديث عبد الله بن زيد، حيث روى أن النبي صلّى الله عليه وسلّم حول رداءه أثناء صلاة الاستسقاء، وهذا يُعتبر سُنة يُستحب اتباعها.
وفي الختام، تُعتبر صلاة الاستسقاء وسيلة عظيمة للعبادة والتضرع إلى الله، خاصة في أوقات الحاجة إلى الغيث. لذا، فمن المهم أن يُحافظ المسلمون على هذه السنة العظيمة ويؤدوا الصلاة والدعاء بإخلاص وصدق.