رسائل ملغومة.. هل الدول الأوروبية في مرمى
كتبت- سلمى سمير:
توالت رسائل التهديد لعدد من المؤسسات داخل دول أوروبية خلال الأيام الأخيرة "بحسب إعلانها"، منها ما ذكرته بورود بعضها لمدارس ألمانية صباح اليوم الثلاثاء، بهجوم محتمل يستهدفهم ما ترتب عليه إخلاءها تحسبًا لأي أحداث عنف محتملة.
ومن جانبه كان أعلن المتحدث باسم الشرطة في مدينة إرفورت الألمانية، أنه فحص 3 تهديدات لمدارس بمدينة إرفورت، مشيرًا إلى أن تضارب أوقات التحذير يؤدي إلى التشتت فيما يتعلق بالاستجابة إلى التحذير، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
أصابع الاتهام تشير إلى حماس
رغم تكرر حوادث التهديدات بشكل يومي تقريبًا وفي أكثر من دولة داخل الاتحاد الأوروبي ما يجمع سمة مشتركة بينهم، لكن الإعلان عن مصادرها لم يكن واحد كما لم يربط أحد من المسؤولين بينها والحرب الدائرة في قطاع غزة، واليوم تلقى مركزا للبث الإذاعي تابع لمحطات "أنتينه تورينجن" و"راديو توب 40" تهديدات بوجود قنبلة في المبنى، ورغم عدم إعلان الشرطة العثور على أي متفجرات داخله إلا أنها زعمت أن حركة حماس هي من أرسلت التهديد عبر رسالة إلكترونية".
ومع إلقاء ألمانيا بتهمة التهديدات على عاتق حماس، لكن باقي الدول لم تتخذ نهجًا مشابه بل أشارت فيه بأصابع الاتهام نحو روسيا، مع تصريح قائد الشرطة الليتوانية ريناتاس بوزيلا، عن مئات من الرسائل الإلكترونية التي أرسلت إلى العديد من المؤسسات داخل دول البلطيق ضمن هجوم جماعي منسق تم إرساله من داخل الاتحاد الأوروبي، وجاء غالبيتها باللغة الروسية وتضمن كثير منها محتوى سياسي اتهم فيها صراحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع إلماح وكالة أنباء "أسوشتيدبرس" إلى العداء الروسي الصريح تجاه دول البلطيق.
وألمحت المتحدثة باسم وكالة الأمن الليتوانية، أوريليا فيرنيكايتي، في تصريحاتها إلى وقوف من وصفتهم بالدول المعادية وراء التهديدات المتلاحقة لدول البلطيق، وذكرت خدمة أخبار البلطيق، أن هذه الإجراءات كانت تهدف إلى "إزعاج وزعزعة استقرار عمل المؤسسات وزيادة عدم الثقة".
وأدت تهديدات بوجود متفجرات داخل المدارس ورياض الأطفال في ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا إلى إلغاء الفصول الدراسية في جميع أنحاء المنطقة في وقت لاحق.
وفي فرنسا التي نالت نصيب الأسد من التهديدات، مع إخلاء ما لايقل عن 11 مطارًا هناك وتأجيل عشرات الرحلات إثر تخوفات بوجود متفجرات، أكد المحققون بعد إعلان وزير العدل الفرنسي إريك دوبوند، فتح 22 تحقيقًا قضائيًا مع تزايد التهديدات الكاذبة وربط الكثيرين بين الرسائل الإلكترونية والأحداث المشتعلة في الأراضي الفلسطينية، أنه لا توجد أي صلة واضحة تشير إلى الصراع الدائر في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية حماس، بل العكس نسب إريك مصدر التهديدات إلى أطفال مراهقين، قائلًا "إنهم أطفال لم يفهموا مدى جدية أفعالهم".
وأغلق متحف اللوفر في باريس أبوابه لمدة يومين منفصلين جراء تلك التهديدات، كما طلبت إدارة قصر فرساي من الزوار المغادرة جراء تهديدات بوجود قنابل في عدة معالم سياحية داخل فرنسا، لكن انتهى الأمر لعدم العثور على أي متفجرات أو أسلحة داخل كل تلك المقار.