-

ولاء اللاعبين في كرة القدم: قصة وفاء

ولاء اللاعبين في كرة القدم: قصة وفاء
(اخر تعديل 2025-11-15 05:16:37 )
بواسطة

في عالم كرة القدم، أصبح الولاء عملة نادرة، حيث يهيمن المال والألقاب الكبرى على قرارات اللاعبين. غالبًا ما يُغري العديد منهم بمغادرة أنديتهم مقابل عقود ضخمة وفرص للمنافسة على البطولات، دون أن يردّوا الجميل للنادي الذي منحهم الفرصة لإظهار موهبتهم. قد لا تكون هذه الظاهرة جديدة، إلا أن الانتقالات بين الأندية المنافسة أصبحت أكثر شيوعًا في عصرنا الحالي.

لكن، وعلى الرغم من ذلك، هناك استثناءات تبرز في عالم اللاعبين الذين يقدرون ما قدمته لهم أنديتهم، حيث يختارون البقاء على الرغم من الإغراءات المالية. من فرانشيسكو توتي، الذي عاش عشقًا لنادي روما، إلى ماركو رويس الذي ظل مخلصًا لبوروسيا دورتموند، نستعرض أبرز اللاعبين الذين تميزوا بولائهم في تاريخ كرة القدم، وفقًا لموقع "GIVEMESPORT".

أليساندرو لوكاريلي – بارما (2008-2018)

قد لا يكون اسم أليساندرو لوكاريلي مألوفًا للكثيرين، لكنه تجسيد حي للولاء في كرة القدم. المدافع الإيطالي، الذي كان قادرًا على اللعب في أعلى المستويات، استقر في بارما عام 2008. في موسمه الأول، ساعد الفريق على الصعود إلى الدرجة الأولى، واستمر في التألق لستة مواسم متتالية في الدوري الإيطالي.

لكن بارما واجه أزمات مالية عام 2015، مما أدى إلى هبوطه مباشرة إلى الدرجة الرابعة. بينما غادر معظم اللاعبين، اختار لوكاريلي البقاء، رافضًا العروض المغرية من أندية أخرى، وفضل مساعدة بارما على العودة إلى الدوري الممتاز، حتى وإن كان ذلك بأجر أقل بكثير. بعد ثلاثة ترقيات متتالية، اعتزل لوكاريلي، وكرّم النادي ولاءه بحجب قميصه رقم 6.

فرانشيسكو توتي – روما (1993-2017)

يعتبر توتي أحد أشهر اللاعبين في تاريخ روما، بل وفي كرة القدم الإيطالية بشكل عام. لُقّب بـ"الملك الثامن لروما" و"الإمبراطور"، وارتقى في صفوف النادي منذ أن خاض أول مباراة له في سن السادسة عشرة وحتى اعتزاله في الأربعين.

خاض توتي 786 مباراة مع روما، سجل خلالها 307 أهداف، ولم يسعَ للانضمام لأي نادٍ آخر، رغم فوزه بلقب الدوري الإيطالي مرة واحدة فقط. هذا الالتزام الطويل، رغم قلة الألقاب، يجعله رمزًا للولاء في عالم كرة القدم.

أليساندرو ديل بييرو – يوفنتوس (1993-2012)

مثل جانلويجي بوفون، ظل ديل بييرو مع يوفنتوس حتى خلال الموسم الصعب الذي خاضه النادي في دوري الدرجة الثانية. على الرغم من كونه أحد أبرز هدافي أوروبا، إلا أنه أظهر ولاءً للنادي في أحلك أوقاته، واستمر في مسيرة مذهلة امتدت 19 عامًا.

ما يميزه هو أنه لم يغادر يوفنتوس إلا بعد أن أصبح فائضًا عن الحاجة، لينتقل إلى نادي سيدني إف سي الأسترالي في ختام مسيرته، بينما انتقل بوفون لاحقًا إلى باريس سان جيرمان في عام 2019.

ماركو رويس – بوروسيا دورتموند (2012-2024)

في أوج تألقه، كان رويس أحد أفضل أجنحة كرة القدم، رغم أنه لم يحقق سوى لقبين في كأس ألمانيا مع بوروسيا دورتموند. انضم إلى النادي قادمًا من مونشنغلادباخ عام 2012، وشارك في 429 مباراة مسجلاً 170 هدفًا على مدى 12 موسمًا، قبل أن ينتقل في صيف 2024 إلى لوس أنجلوس جالاكسي.

رفض رويس عروضًا كبيرة للانتقال إلى أندية أكبر، وأكد في أكثر من مناسبة أن بوروسيا دورتموند هو "موطنه"، مما يدل على ولائه للنادي رغم الإغراءات المالية الكبيرة.

ستيفن جيرارد – ليفربول (1998-2015)

قد يعتقد البعض أن البقاء في نادٍ واحد طوال المسيرة ليس إنجازًا كبيرًا، لكن التزام ستيفن جيرارد تجاه ليفربول يُعتبر مثالًا نادرًا على الولاء. حصد جيرارد العديد من الألقاب، وكان بإمكانه تحقيق المزيد في أندية أخرى، لكنه اختار الوفاء لنادي طفولته.
السعادة العائلية الحلقة 9

حقق لقب دوري أبطال أوروبا عام 2005، لكن لقب الدوري الإنجليزي ظل بعيدًا عنه. في عام 2004، رفض عرض تشيلسي للانتقال، واختار البقاء في أنفيلد لاستكمال مسيرته مع ليفربول.