-

ماكرون يُغرد منفردًا.. وحدة الصف الأوروبي

ماكرون يُغرد منفردًا.. وحدة الصف الأوروبي
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- محمد صفوت:

تجلى أحدث فصول المواقف المتضاربة والانقسام بين الأوروبيين ودول الناتو والولايات المتحدة، فيما تمخض تمخض عنه مؤتمر باريس لدعم أوكرانيا، الذي حضره 20 زعيمًا أوروبيًا، بهدف بث رسالة دعم ومساندة لأوكرانيا، والتصدي لرواية الكرملين بأن روسيا ستنتصر في حرب تدخل الآن عامها الثالث.

المؤتمر الذي كان يهدف يهدف لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا وإرسال رسائل تدل على وحدة الصف الأوروبي والناتو، كشف عن موقف فردي سرعان ما توالت ردود الفعل الأوروبية والأمريكية غير المتوافقة معه.

في البداية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنها لا يستبعد إرسال قوات برية إلى أوكرانيا لهزيمة روسيا، وزعم أن هناك إجماع أوروبي على ضرورة الاستعداد لهجوم روسي محتمل على الدول الأوروبية في السنوات المقبلة.

بعد تصريحات ماكرون، سرعان ما توالت ردود الفعل الأوروبية التي تتنصل من دعوته وتؤكد على دعم كييف بالمعدات العسكرية المتطورة فقط دون إرسال أي جنود إلى أوكرانيا، خشية اندلاع حرب مباشرة مع روسيا.

رفض أوروبي لمتقرح باريس

من ألمانيا، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن رفضه القاطع لإرسال قوات برية من دول الناتو إلى الحرب في أوكرانيا.

وأكد المستشار الألماني، أن ما تم مناقشته وتحديده هو أنه لن تكون هناك قوات برية فلا وجود جنود على الأراضي الأوكرانية يتم إرسالهم من دول أوروبية أو من دول الناتو.

يذكر أن المشاركة عن بُعْد يمكن أن تكون ممكنة على سبيل المثال عن طريق برمجة أنظمة التوجيه للصواريخ أو الطائرات بدون طيار لتحديد أهداف معينة.

وأكد أن هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه في باريس يعد بمثابة "تقدم جيد جدًا ومهم جدًا".

بدورهما، أعرب رئيسا وزراء بولندا وجمهورية التشيك عن تشككهما تجاه فكرة نشر قوات برية في أوكرانيا، وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، إلى التشيك.

وفي البرنامج الصباحي "svt" أكد رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون، أن إرسال قوات إلى بولندا ليس على جدول أعمال حكومته، مضيفًا أن لكل دولة تقاليدها في المشاركة بشؤون الدول الأخرى، و"التقليد الفرنسي ليس كالتقليد السويدي".

وحصلت السويد، على موافقة البرلمان المجري يوم الاثنين الماضي، الذي منحها الضوء الأخضر على انضمامها إلى حلف الشمال الأطلسي.

من جانبها، وأكدت الحكومة الإيطالية أن دعمها لكييف "لا يعني وجود قوات من الدول الأوروبية أو حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية".

تنصل أمريكي

كما تنصلت الولايات المتحدة، أكبر داعمي كييف في الحرب، من دعوة ماكرون لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا.

وقال قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون، في بيان لها تعليقًا على مقترح فرنسا إرسال قوات برية إلى أوكرانيا: "الرئيس بايدن كان واضحًا بشأن هذا الأمر وهو أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا".

الناتو ينأى بنفسه

ونأى حلف الشمال الأطلسي "الناتو" الذي سعت أوكرانيا للانضمام إليه وكان أحد أسباب اندلاع الحرب المشتعلة منذ 24 فبراير 2022، بنفسه عن دعوة ماكرون.

وأكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج، أن الناتو ليس لديه خطط لإرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا، مضيفًا أن حلفاء الناتو يقدمون دعما غير مسبوق لأوكرانيا، لكن لا توجد خطط لنشر قوات قتالية تابعة لحلف الناتو على الأرض في أوكرانيا.

تحذير روسي من صدام حتمي

الكرملين والخارجية الروسية كان لهما ردود فعل على دعوة ماكرون حتى مع الرفض الأوروبي الأمريكي لمقترحه، وحذرت الرئاسة الروسية من أن نشر القوات البرية لن يجعل المواجهة الفعلية بين روسيا والناتو، أمرًا مرجحًا فحسب، بل سيجعلها حتمية .

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه يتعين على الغرب أن يدرك أن العواقب لن تكون بالتأكيد في مصلحة مواطنيه، مضيفًا إن بحث إمكانية إرسال أي وحدات من دول الناتو إلى أوكرانيا، هو بالطبع مسألة مهمة للغاية وعنصر جديد.

وتعليقًا على الأزمة تقول صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الأوروبيين يخشون من خفض واشنطن دعمها في ظل حزمة المساعدات المعلقة في الكونجرس، كما تساورهم مخاوف من احتمال عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وما قد يترتب على ذلك من تغيير مسار السياسة الأمريكية حيال القارة الأوروبية.