قضاء الصلوات الفائتة: فقه وتوبة
هل تسقط الصلوات الفائتة بالتوبة؟
كتب - علي شبل:
في حديثه حول مسألة الصلوات الفائتة، أوضح الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، النقاط الأساسية التي يجب أن يعرفها المسلم حول كيفية قضاء تلك الصلوات، خاصة لمن فاتته صلواته لمدة طويلة قد تصل إلى 40 سنة. جاء ذلك رداً على سؤال تساءل فيه السائل عن كيفية قضاء تلك الصلوات بعد كل هذا الوقت.
أهمية الصلاة ووجوبها
أكد الدكتور ربيع أن الصلاة تعد من أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مسلم أن يؤديها في أوقاتها المحددة. فالصلاة ليست فقط عبادة، بل هي صلة بين العبد وربه، ويجب أن تتم بكل يسر وبدون أعذار.
التوت الأسود الحلقة 2
خطوات قضاء الصلوات الفائتة
أوضح أمين الفتوى خلال استضافته في برنامج "فتاوى الناس" المُذاع عبر فضائية "الناس"، أن الخطوة الأولى التي يجب أن يقوم بها المسلم الذي عليه صلوات فائتة هي التوبة إلى الله عز وجل. فالشعور بالتقصير هو بداية التوبة، حيث قال: "التوبة تتطلب كسر القلب لله عز وجل، وليس فقط البكاء مع إمساك منديل".
فضل التوبة الصادقة
أضاف ربيع أن الله سبحانه وتعالى قد يغفر للإنسان الذي تاب بصدق عن تقصيره في الصلاة، حتى لو كان قد فاتته صلوات لمدة خمسين عامًا. وأوضح أنه إذا أراد الشخص قضاء صلواته الفائتة، فعليه أن يركز على الصلوات الفرضية، كأن يصلي فرض المغرب ثم يتبعه بثلاث ركعات من المغرب التي عليه قضاءها، وهكذا مع كل فرض حتى يتمكن من قضاء ما عليه من صلوات.
التوبة والنية الصادقة
وأشار إلى أن من يتوب إلى الله وينوي بصدق قضاء ما فاته من صلوات، حتى لو لم يُكتب له الحياة بعد ذلك، فإن توبته ونيته الخالصة تسقط عنه الصلوات الفائتة، ويقابل الله وهو الغفور الرحيم.
قضاء الصلوات الفائتة جماعة
وفي سؤال آخر تلقت دار الإفتاء المصرية من سيدة تسأل عن جواز قضاء الصلوات الفائتة مع زوجها في جماعة، جاء الرد من لجنة الفتوى الرئيسة بأن ذلك جائز. فقد ورد في السنة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين فاتته هو وأصحابه صلاة الفجر، قام بأدائها جماعة. وهذا يوضح أن الصلاة الجماعية لها فضل كبير، حتى في قضاء الفوائت.
فالصلاة لها مكانة عظيمة في حياتنا، وعلينا أن نحرص على أدائها في مواقيتها، ولكن إذا فاتتنا، فالتوبة والنية الصادقة هما المفتاح للغفران.