حلوى المولد بالسويس.. إقبال لا يرضى البائعين

إقبال أقل من المتوسط، شهدته محال بيع حلوى المولد النبوي الشريف والفروشات المنتشرة بحي الأربعين وحي السويس أرجعها التجار إلى ارتفاع الأسعار وتزامن ذلك مع نهاية الشهر وشراء مستلزمات المدارس من حقائب وملابس و"سبلايز"

تأخر الشراء

يقول التجار إن أسعار الحلوى ومستلزماتها ارتفعت 40% عن العام الماضي، ساهم ذلك في عزوف بعض الأسر عن الشراء مع بداية الموسم بأيام كما هي العادة بمجرد فرش الحلوى وعرضها في المحال، بينما ينتظر البعض صرف الرواتب غدا الأثنين والشراء ليلة "المُوسم" حيث تقدم الحلوى كهدايا مرتبطة بمناسبة دينية.

" كل عام يبدأ عرض بيع الحلوى قبل ذكرى مولد النبي الكريم بأسبوعين، هذا العام بدأ قبلها بأسبوع ورغم ذلك حركة البيع قليلة للغاية" يقول ممدوح حامد صاحب محل لبيع الحلويات، أرجع ذلك إلى زيادة الأسعار وتفضيل الأسر توجيه الإنفاق إلى السلع الغذائية الأخرى المرتفعة أصلا، ومستلزمات الدراسة.

الدفع كاش

وأوضح ممدوح أن تجار الجملة والموردين في دمياط والغربية والمدن المشهورة بصناعة حلوى المولد كانوا يحصلون على نصف قيمة الحلوى من صغار التجار قبل الموسم، على يتسلموا النصف الآخر بعد انتهاء البيع، لكنه فوجئ والبائعين هذا العام بتحصيل كل المبلغ دفعة واحدة "مفيش آجل.. أو اشترى على أد اللى معاك".. وتسبب ذلك في تراجع الكمية المعروضة ومفاضلة التاجر بين الأنواع.

زيادة سعر الخامات

أما عن أسعار الخامات والمستلزمات، أشار التاجر إلى ارتفاع سعر المكسرات، وكذا سعر السمسم من 60 إلى 130 جنيها، والسوداني من 70 إلى 110 خلال عام، والحمص أيضا، أما السكر ارتفع سعر الكيلو إلى 30 جنيها في الجملة، ما ساهم في زيادة أسعار الحلوى "العلف" وهي الحلوى الأكثر طلبا في موسم المولد النبوي ويعتمد على تصنعيها في محل الحلويات الخاص به.

وطالت الزيادة العلب الورقية لترتفع من 12 إلى 22 جنيها، أما العلب الخشب فزادت الضعف ليصبح سعر العلبة فارغة 110 جنيها.

بونات الحلاوة

رغم حالة البيع التي لا ترضى البائعين، إلا أن تعاقدات الشركات أصلحت ما أفسده ركود الموسم، حيث تقدم بعض محلات بيع الحلوى بونات للشركات بقيم مختلفة تبدأ من 300 جنيها وحتى 1500 جنيه ليشتروا بها العاملين بالشركات والمصانع من المحال مع ميزة السداد الآجل.

" الزبون يدفع نص تمن حلاوة المولد أول الشهر الجديد، والباقي بعدها بشهر" يقول غريب محسن تاجر في السويس ويضيف أن المكسب البعيد يساهم في تصريف كمية أكبر من بضاعة ثقيلة في بيعها بغير موسمها، لا سيما أن الأسبوع المقبل يبدأ العام الدراسي الجديد ولن ينظر أحد أو يشتهي حلوى المولد وهم يشترون ما يلزم لإعداد سندوتشات الاولاد.

شكل الهدية

ورغم ارتفاع أسعار علب الحلوى، إلا أن بعض الزبائن يختار شكل العلبة قبل النظر إلى ما بداخلها، خاصة من يقدمها هدية، وبحسب طلعت على التاجر بالسويس فيبدأ أسعار العلب الخشب من 80 جنيها وحتى 200 جنيها للعلب الكبيرة المشغولة يدويا، ويتجاوز سعر العلبة بالحلوى 1500 جنيها كونها تضم تشكيلة فاخرة من المكسرات والملبن الحبل وحلوى مصنعة بعين الجمل.

هاود في السعر

في فرش لبيع الحلوى في ضاحية حي الكويت بالاربعين، كان الفصال سيد الموقف بين صاحب الفرش، وسيدة في العقد الرابع من العمر،"عايزين نرضي الناس.. بنبيع نهاود في السعر، والمكسب القليل أحسن من ركنها" يقول صاحب المحل وهو يسلم عدة علب للسيدة التي اشترت لها ولأبنائها، بعد نسبة خصم مقبولة لها وصلت لـ 20%.

ويقول حسين غريب، صاحب الفرش إن أصحاب محال الحلوى، وأصحاب الفروشات بحي الأربعين يتنافسون في تقديم العروض للشركات التي تحصل على كمية كبيرة، وكذلك للزبائن التي تحصل على عدة علب، فالبضاعة وإن طالت صلاحيتها لـ 3 أشهر، إلا أن موسم المدارس يتلفها بالركود.

لا يقتصر البيع على الحلوى فقط، فالعرائس والمجسمات الأخرى مثل دمي الحصان والجمل تلقي نصيبا من الاقبال، خاصة أنها هدية تبقى من العام للعام، وذكرى طيبة للأطفال بمناسبة المولد النبوي، وبحسب التجار فإن مكسب العرائس والدمى كبير لكن المشكلة في تكلفة نقلها، كون السيارة تحمل عدد قليل منها بسبب حجمها المتضخم بفعل المشغول اليدوي وما يزينها.