ذكريات تُحكى لأول مرة.. الفقي: البابا شنودة كان
كتب- إسلام لطفي:
روى الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي ومدير مكتبة الإسكندرية سابقًا، ذكريات تُحكى لأول مرة، عاصرها بسبب ظروف عمله في مؤسسة الرئاسة سابقًا ودراسته للدكتوراة قبل ذلك في جامعة لندن، حيث جعلته معنيًّا بالشأن القبطي والوحدة الوطنية، ولذلك اختاره الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، مبعوثه الدائم يوفده إلى البابا شنودة الثالث.
وقال خلال احتفالية نظمها المركز القبطي الأرثوذكسي: البابا شنودة في يوم من الأيام كان سيُمر بمطار فيينا وكنت سفيرًا هناك وفي طريقه إلى المجر، لأنها اختارته أن يكون ضيف شرف في الاحتفال بمرور 1000 عام على إنشاء أول دير في جمهورية المجر، ولأن الرهبنة ولدت في مصر فكان من الطبيعي أن يختار رأس الكنيسة القبطية المصرية ضيفًا للشرف، وكان الطريق يبدأ من مطار فيينا وبعد ذلك بالسيارات لمسافة 180 كيلو أو أقل إلى حدود المجر البرية وفي ساعة متأخرة من الليل وكنت مشفقًا على البابا شنودة في ذلك الوقت، ولكن خروجًا على كل قواعد البروتوكول أن الذي استقبله على الحدود بين النمسا والمجر، هو رئيس المجر وأدركت عندها كم هي قيمة الرجال وكم هي غالية الكنيسة الوطنية المصرية الرائدة في كل المجالات.
وأضاف: وأتذكر أن الرئيس الراحل مبارك أوفدني إلى البابا شنودة ذات يوم، لاستمزجه فيمن يعينون في مجلس الشورى فقال لي "فرج فودة"، فقلت له إنه مسلم، فقال "متفرقش.. أنا أريد من يدافع عن قضية الوحدة الوطنية ويكرس مبدأ المواطنة مسلمًا كان أو قبطيًّا"، وهذه المشاعر لا يمكن أن نجدها بسهولة.
وتابع: وسمعت من الرئيس الراحل مبارك شخصيًّا، قوله ذات يوم: كم هو عظيم هذا الرجل -يقصد البابا شنودة- لقد عرضت عليه تفكيري في جعل يوم عيد القيامة عطلة رسمية أسوة بعيد الميلاد الأرثوذكسي في 7 يناير، فقال لا نريد ذلك، لأننا متفقون جميعًا على ميلاد المسيح ولكن نهايته قضية جدلية ولا نريد أن نفتح بابًا لا يغلق"، ففضل الرجل المصلحة الوطنية على خدمة طائفية.
واستطرد: وأعطاه الله مجموعة من الموسوعية من الأفكار والشخصية متعددة الجوانب جعلته قيمة كبيرة، وأتذكر أنني كنت أجلس معه أحيانًا فإذا به يردد آيات من القرآن الكريم بصفحاتها وسورها ويستشهد بها في مواقع معينة في الدعوة والتسامح، ولذلك اطلاعه على التاريخ الإسلامي كان مبهرًا.