الرحمة تبدأ من الذات قبل التعامل مع الآخرين

الرحمة: مفهوم يبدأ من الذات

كتب- حسن مرسي: أكد الدكتور أيمن أبو عمر، العالم من وزارة الأوقاف، أن مفهوم الرحمة هو عنصر أساسي في حياتنا، لكنه يتجاوز مجرد التعامل مع الآخرين. إذ يبدأ هذا المفهوم الجميل أولًا من داخل الإنسان نفسه. كثير من الناس ينشغلون بإظهار الرحمة للآخرين، بينما يغفلون عن أهم شخص يستحق هذه الرحمة، وهو أنفسهم.

الرحمة بالذات في لحظات الخطأ

أضاف الدكتور أيمن، خلال مشاركته في برنامج "رحماء بينهم" الذي يُعرض على قناة الناس، أن على الإنسان أن يتحلى بالرحمة تجاه نفسه، خاصةً في أوقات الخطأ والإخفاق. يجب ألا يكون قاسيًا على نفسه إلى درجة تجعله يشعر باليأس والإحباط. وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التشدد في التعامل مع النفس، حيث قال: "إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا".

الإسلام يعلمنا القوة والمرونة

وأوضح الدكتور أيمن أن تعاليم الإسلام تدعو إلى القوة والمرونة، وتشجع على القدرة على التغيير. يجب ألا نستسلم عند الوقوع في الأخطاء، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون".

أهمية التوازن في الحياة

كما أشار إلى أن جلد الذات المستمر واللوم الشديد قد يؤديان إلى الإحباط، بينما ما يحتاجه الإنسان هو محاسبة نفسه دون إفراط، مع الحفاظ على الأمل والتطلع إلى التوبة والتصحيح. التوازن في الحياة يعد أمرًا أساسيًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن لبدنك عليك حقا".

رحمة النفس أساس الرحمة بالآخرين

اختتم الدكتور أيمن حديثه بالدعوة إلى الاجتهاد والسعي في الحياة، ولكن دون أن نغفل نصيبنا من الراحة والاستمتاع بالحياة المباحة. ففهم الرحمة بالنفس هو الأساس الذي يمكننا من إظهار الرحمة تجاه الآخرين.