"صراع ميسي ورودري وهالاند".. معضلة الكرة
كتبت- آلاء محمد:
قبل شهرين من إعلان الفرانس فوتبول لقائمة المرشحين للفوز بالكرة الذهبية هذا العام، تعددت الآراء و ترشيحات النقاد و الجماهير حول المرشحين المحتملين للفوز.
فى بداية الموسم و مع الإنطلاقة القوية للنجم النرويجى إيرلنج هالاند مع مانشستر سيتى فى موسمه الأول، رشحه الكثيرون للفوز بالكرة الذهبية إذا أكمل الموسم بهذا التوهج و توج مع مانشستر سيتى بالبطولات وخصوصاً دورى أوروبا.
و مع إنطلاق كأس العالم و تتويج ليونيل ميسى رفقة منتخب الأرجنتين باللقب الغالى الغائب عن راقصى التانجو منذ 36 عام، تحولت آراء الكثيرين حول المرشح الأبرز للفوز بالكرة الذهبية، خصوصاً أن "البولجا" فى هذا السن قدم أداء رائعا بكأس العالم و كان أكثر من صنع أهداف فى البطولة بالتساوى مع جريزمان و هارى كين بـ 3 أهداف و كان ثانى هدافين كأس العالم بعد مبابى برصيد 7 أهداف ليحصل على جائزة أفضل لاعب فى مونديال قطر .
روبرت ليفاندوفسكى قائد منتخب بولندا و نجم برشلونة أكد إنه يرى أن ليو ميسى هو الأحق بالفوز بالكرة الذهبية.
وبعد انتهاء كأس العالم واستئناف الدوريات مرة أخرى عاد للساحة من جديد إرلينج هالاند، الذى ذكر الجميع بموسمه الاستثنائي، فاستمرار توهجه مباراة بعد مباراة وتحطيمه للأرقام القياسية مثل تسجيله 36 هدف بالدورى الإنجليزى ليصبح الهداف التاريخى للدورى الإنجليزى فى موسم واحد بعد أن كسر رقم نجمنا المصري محمد صلاح الذى سجل 32 هدفا بالدورى فى موسمه الأول مع ليفربول، وتسجيله هاتريك ثلاث مرات على التوالى فى ملعب الإتحاد ليكون أول لاعب فى تاريخ كرة القدم يسجل هاتريك ثلاث مرات على التوالى فى ملعب فريقه، كذلك كسره لرقم الهولندي روى فان نيستلروي حيث أصبح أسرع لاعب يسجل هاتريك ثلاث مرات في 19 مباراة بينما أحتاج روى فان نيستلروي لـ 69 مباراة ليسجل هذا الرقم ، بالإضافة إلى هذه الأرقام القياسية و غيرها، فالفايكنج النرويجى هو هداف الدوري الإنجليزي وحصل على جائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى من رابطة اللاعبين المحترفين وأفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى بتصويت النقاد الرياضيين.
هالاند أيضًا هو هداف دورى أبطال أوروبا بـ 12 هدف وهداف الدوريات الخمسه الكبرى، و إجمالي عدد أهدافه هذا الموسم 54 هدف في جميع البطولات.
هالاند لم يحظى بموسم فردى استثنائى فحسب بل استطاع تتويج هذا الأداء الخرافى فى نهاية الموسم بتحقيق الثلاثية التاريخية مع مانشستر سيتى و بالتأكيد أغلى ألقابه مع السيتى هذا الموسم هو دورى أبطال أوروبا فسبق أن صرح هالاند أنه جاء لمانشستر سيتى لتحقيق دورى الأبطال و ليس فقط الفوز بالدورى الإنجليزى.
قيمة دورى الأبطال جعلت الأسطورة البرتغالية لويس فيجو يفضل هالاند على ميسى فى سباق الكرة الذهبية.
فيجو صرح قبل نهائى دورى الأبطال أن ليو ميسى لا يستحق الفوز بالكرة الذهبية لأنه خرج رفقة باريس سان جيرمان مبكراً من دورى الأبطال و أكد أن سيختار هالاند إذا فاز مع مانشستر سيتى بدورى الأبطال.
كذلك دعم حارس مرمى مانشستر سيتى البرازيلى إيدرسون زميله هالاند و أكد أن الفوز بدورى الأبطال يقوى من موقف هالاند فى سباق الكرة الذهبية.
فى وقت احتدم فيه الصراع بين ميسى و هالاند برز اسم جديد على الساحة و هو الدولى الإسبانى لاعب خط الوسط بمانشستر سيتى رودرى، فنجم منتصف الميدان الإسبانى قدم موسماً رائعاً فمثله مثل زميله هالاند فى نقطة الإنجازات الجماعية مع مانشستر سيتى بل أن رودرى هو مسجل هدف الفوز بدورى الأبطال البطولة الأغلى فى تاريخ مانشستر سيتى.
ما قدمه رودرى هذا الموسم جعل مدربه و مواطنه بيب جوارديولا يصفه بأنه أحد أفضل من دربهم طوال مسيرته و إنه يرى الجميع يركز على هالاند و لكنه أكد أن رودرى يقدم عاماً رائعاً وأن لولاه ما وصل مانشستر سيتى لهذه النتائج.
شهادة بيب جوارديولا تدعم موقف رودرى الذى ازداد قوة فى الأيام القليله الماضية بعد أن توج مع منتخب إسبانيا بلقب دورى الأمم الأوروبية على حساب كرواتيا بركلات الجزاء. بهذا يكون جمع رودرى بين التتويج بالألقاب مع ناديه و منتخب بلاده بالإضافة إلى تميزه على المستوى الفردى طوال الموسم.
و هذا ما جعل صحيفة الآس الإسبانية تطرح سؤالاً " هل تقدم إسبانيا الفائز بالكرة الذهبية 2023؟". صحيفة ذا صن طرحت عنوان "هالاند قد يحل ثالثاً فى سباق الكرة الذهبية بسبب زميله " يقصدون رودرى.
ما طرحته الآس و ذا صن ليس غريباً، لأنه فى عام 2021 كان جورجينو مرشحاً بقوة للفوز بالكرة الذهبية بعد أن توج مع تشيلسى بدورى أبطال أوروبا و توج باليورو مع منتخب إيطاليا و فاز بجائزة أفضل لاعب فى أوروبا و رغم إنه فى النهاية حل ثالثاً فى ترتيب الكرة الذهبية بعد ميسى وليفاندوفسكى إلا أنه كان مرشح بقوة بسبب جمعه بين الفوز بدورى الأبطال مع فريقه انذاك تشيلسى و فوزه باليورو مع إيطاليا.
عام 2022 كان ساديو ماني ينافس بقوة على الكرة الذهبية لأنه فاز بكأس الأمم الإفريقية رفقة منتخب السنغال وكذلك تأهل معهم إلى كأس العالم و كان ينافس مع ليفربول على الدورى حتى الجوله الأخيرة كذلك وصوله معهم لنهائى دورى الأبطال بالإضافة إلى فوزه بكأس الإتحاد الإنجليزى و كأس الرابطة مع الريدز، و رغم أن محمد صلاح تشارك معه في كل الإنجازات الجماعية مع ليفربول وقتها وعلى المستوى الفردى محمد صلاح كان هداف الدوري الإنجليزي وأفضل صانع ألعاب بالدورى الإنجليزى ، و أفضل لاعب بالدورى الإنجليزى و ليفربول و لكن هذا لم يشفع له فى سباق الكرة الذهبية الذى حل فيه خامساً فى حين حل ساديو مانى ثانياً لأنه جمع بين الإنجازات مع المنتخب و ناديه، فهل يتكرر الأمر نفسه مع رودرى و هالاند؟.
و لكن يبدو حتى الآن أن سحر كأس العالم و رونق اسم ليو ميسى إعلامياً لا يزال له الكلمه فى سباق الكرة الذهبية فوفقاً لديلى ميل البرغوث يتقدم على هالاند و نجوم مان سيتى فى سباق الكرة الذهبية حتى الآن رغم فوز السيتى بالثلاثية.
و كانت فرانس فوتبول أعلنت العام الماضي على لسان رئيس التحرير باسكال فيريه أن الأداء و التميز الفردى و الشخصية الحاسمة الملفته للمتنافسين هو المعيار الأول فى إختيار الفائز قبل الألقاب و الإنجازات الجماعية.