-

عسكريون في النيجر يعزلون الرئيس ويغلقون الحدود

عسكريون في النيجر يعزلون الرئيس ويغلقون الحدود
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

وكالات:

أعلن عسكريون في جيش النيجر، في الساعات الأخيرة من ليل الخميس، عزل رئيس البلاد محمد بازوم، وإغلاق الحدود وفرض حظر التجوال.

وذكرت وكالة "رويترز" أن عسكريين في النيجر ظهروا على التلفزيون الرسمي وأعلنوا عزل الرئيس بازوم وإغلاق الحدود، وفرض حظر التجوال في جميع أنحاء البلاد.

كما أفادت وكالة "فرانس برس" بأن العسكريين أعلنوا تعليق عمل جميع المؤسسات في البلاد.

والنيجر الواقعة في منطقة الساحل من أفقر دول العالم، وتاريخها ملئ بالانقلابات العسكرية، آخرها أطاح بالرئيس مامادو تانجا، في فبراير 2010.

وكانت آخر محاولة انقلاب، قبل يومين من حفل تنصيب الرئيس الحالي محمد بازوم، في مارس من العام 2021.

وفاز بازوم (63 عاما)، وهو حليف وثيق لفرنسا، بحصوله على 55 في المئة من الأصوات في الشوط الثاني من الانتخابات، التي نُظمت في فبراير 2021، مقابل 44 في المئة من الأصوات حصل عليها خصمه محمد عثمان، مرشح المعارضة، الذي سبق أن حكم البلاد في تسعينيات القرن الماضي.

بازوم ينحدر من قبيلة "أولاد سليمان" العربية، وكانت تربطه صداقة قوية وعلاقة شخصية متينة بالرئيس السابق محمدو يوسفو، إذ أسسا معا الحزب النيجري للديمقراطية والاشتراكية قبل ثلاثين عامًا، وبعد عقدين من النضال، وصل الحزب إلى الحكم (2011)، فكان يوسفو هو الرئيس وبازوم هو رجل الثقة الذي أُسندت إليه حقيبتان وزاريتان شائكتان ومعقدتان، خلال السنوات العشر الماضية (الداخلية والخارجية).

وكان قد شارك مئات من مواطني النيجر في مظاهرات مؤيدة لرئيس البلاد محمد بازوم المحتجز داخل القصر الرئاسي.

وطالب المتظاهرون الذين تجمعوا أمام القصر الرئاسي وسط العاصمة نيامي بالإفراج الفوري عن الرئيس. ورد الحرس الرئاسي بإطلاق الرصاص في الهواء بعد محاولة عدد من المتظاهرين الاقتراب من أسوار القصر.

وفي سياق متصل، قال رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو إن قادة مجموعة إيكواس لن يقبلوا أي حركة تعيق شرعية السلطة وعملها في أي جزء من غرب أفريقيا.

وأكد تينوبو، وهو أيضا رئيس هيئة رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) أنه يتشاور مع قادة غرب أفريقيا بشأن النيجر، وقال "سنحمي ديمقراطيتنا التي عملنا بجهد لاستحقاقها".

كما توجه رئيس بنين، باتريس تالون، إلى النيجر للقيام بوساطة، وفق ما أعلن الرئيس النيجيري الذي قال إثر لقائه تالون في أبوجا "سيغادر إلى هناك الآن، إنه في طريقه" إلى النيجر.

كما أدانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" الانقلاب في النيجر، وقالت في بيان "ندعو المتآمرين وراء الانقلاب إلى إطلاق سراح الرئيس المنتخب ديمقراطيا بشكل فوري ودون شروط".

وحمّلت المجموعة "الضالعين" في محاولة الانقلاب "المسؤولية عن سلامة الرئيس وأسرته وأعضاء الحكومة".

وأعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أن أمين العام تمكن من التحدّث مع رئيس النيجر، وأعرب له عن "دعمه".

وأشار في منشور على تويتر -التي باتت تحمل علامة إكس "X"- إلى أن غوتيريش "تحدّث مساء مع بازوم. لقد أعرب (الأمين العام) عن دعمه الكامل وتضامنه مع الرئيس النيجري".

وفي وقت سابق، أدان الأمين العام الأممي "بأكبر قدر من الحزم أي محاولة لتولي الحكم بالقوة" في النيجر، بحسب ما أفاد المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

وقال دوجاريك إن الأمين العام "يدين بأكبر قدر من الحزم أي محاولة لتولي الحكم بالقوة والمساس بالحوكمة الديمقراطية والسلام والاستقرار بالنيجر، ويدعو جميع الأطراف المعنيين إلى التزام ضبط النفس وضمان حماية النظام الدستوري".

من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد "قلق للغاية" إزاء الأحداث الجارية بالنيجر، وذلك بعد ورود تقارير عن محاولة انقلاب هناك.

وأعرب بوريل في رسالة عبر منصة تويتر عن "قلقه الكبير" حيال الأحداث التي تجري في نيامي، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي ينضم إلى مجموعة إيكواس في تنديدها بما يحدث.

وفي واشنطن، أدان البيت الأبيض "تقويض أداء حكومة النيجر المنتخبة ديمقراطيا بقيادة الرئيس بازوم" وطالب بالإفراج الفوري عن الرئيس والكف عن استخدام العنف.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير أنتوني بلينكن تحدث أمس الأربعاء مع بازوم وأكد الدعم الراسخ له وللديمقراطية في بلاده.

كما أعربت فرنسا عن "إدانتها الشديدة" لأي محاولة لتولي الحكم بالقوة في النيجر، وقالت المتحدثة باسم الخارجية في بيان "فرنسا قلقة للأحداث الراهنة في النيجر وتتابع بانتباه تطور الوضع".

وأضافت الخارجية أن فرنسا تضم صوتها إلى الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "في دعوتهما لاستعادة وحدة المؤسسات الديمقراطية النيجرية".

وفي العاصمة الألمانية، أعلنت الخارجية أن الوضع في النيجر لا يزال غير واضح، وذلك بعد تقارير تحدثت عن وقوع انقلاب عسكري.