-

بترول العصر الحديث.. ماذا ينقص مصر لبدء تصنيع

بترول العصر الحديث.. ماذا ينقص مصر لبدء تصنيع
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- علاء حجاج:

تعمل الحكومة المصرية حاليا على الاستعانة بمستشار عالمي لوضع استراتيجية وخارطة طريق لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، وذلك في ظل تزايد الطلب المستمر على منتجات هذه الصناعة بفضل التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم، وكذلك استغلالا لثروات مصر من المواد الخام، وتركيز الاستثمار في الصناعات ذات القيمة المضافة.

إلا أن الطموحات المصرية في توطين صناعة أشباه الموصلات التي يصفها الخبراء ببترول العصر الحديث، قد تصطدم بتحديات تتعلق بالقرار السياسي للدول المسيطرة على هذه الصناعة، الأمر الذي دفع خبراء لتفضيل تركيز مصر على تصنيع الإلكترونيات وكروت الذاكرة والرقائق الإلكترونية.

وأشباه الموصلات هي عبارة عن منتج يتكون عادة من السيليكون. وتدخل في صناعة الإلكترونيات وكروت الذاكرة والرقائق الإلكترونية، وآلاف المنتجات مثل أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة المنزلية وأجهزة الألعاب والمعدات الطبية.

يقول هشام عبد الغفار المستشار التجارى السابق للشركة العربية للحاسبات إحدى شركات مجموعة الخرافى، إن مصر تسعى منذ تسعينيات القرن الماضي لتوطين صناعة أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، ولاسيما أن مصر بها العديد من المقومات التي تجعلها مركزاً مميزا لهذه الصناعة بمنطقة الشرق الأوسط.

ويرى عبد الغفار أن توافر المواد الخام من الرمال البيضاء والتي تعد عنصراً أساسيا في هذه الصناعة، فضلا عن توافر الكوادر البشرية الموهوبة، بالإضافة إلى توسط موقع مصر الجغرافي المنطقة، ما يجعلها مركز تصنيع وتخزين ونقل لمصانع الشركات العالمية.

يعتقد عبد الغفار أن صناعة أشباه الموصلات يتم التحكم فيها من خلال قرارات سياسية كبرى، بدليل أن رغم التقدم التقني للصين وتحولها لأكبر مصُنع في العالم، إلا أن صناعة أشباه الموصلات تتركز في تايوان.

واستدل على ذلك أيضاً بقرار شركة أنتل الأمريكية إنشاء مصنعها بإسرائيل رغم أن مصر كانت مرشحة بقوة لإنشاء المصنع بها. وبذلت الحكومة المصرية في ذلك الوقت جهودا قوية لاجتذاب المصنع، ووصلت لمراحل نهائية في الترشيحات بجانب إسرائيل إلا أن قرارا سياسيا دفع بالشركة الأمريكية لإنشاء مصنعها بإسرائيل.

يرى عبد الغفار أن مصر لديها فرص أفضل في توطين صناعة الإلكترونيات وشاشات التلفزيون والتكييفات، خاصة أن كبرى الشركات العالمية أصبحت تنظر لمصر على أنها مركزاً للتصنيع بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

كان الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أعلن مطلع الشهر الجاري عن عمل الحكومة على إعداد دراسات متكاملة تتضمن تعظيم الاستفادة من مقدرات مصر من خام الرمال البيضاء والسوداء، وكذا تعزيز القدرات التصنيعية في هذا المجال، سعياً لتوطين الصناعات الخاصة بالرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، وذلك بالنظر لما تشهده هذه الصناعات من طلب متزايد خلال هذه الفترة، وفى المستقبل.

وقال إنه جاري العمل على تجهيز خارطة طريق لتوطين تصنيع الرقائق الإلكترونية، وما تتضمنه من التعاقد مع استشاري عالمي لوضع تصور واستراتيجية لتوطين صناعة الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية.

من جانبه، قال مصدر بأحد شركات المصنعة للموبايل، إن فرص مصر كبيرة في توطين صناعة الإلكترونيات، حيث يتواجد في مصر أكثر من مصنع للأجهزة المحمولة، على سبيل المثال "سامسونج - نوكيا - شاومي - فيفو".

ويعتقد كذلك أن مصر لديها باع كبير أيضا في تصنيع شاشات التلفزيون لاسيما مع تواجد مصنع ضخم لشركة سامسونج والتي تصدر منتجاتها من مصر، وكذلك مجموعة العربي.

وأكد أن مصر لديها فرصة أيضا كبيرة في استقطاب شركات تصنيع الرقائق وكروت الذاكرة وغيرها من الشركات العملاقة مثل "نفيديا"، خاصة أن مصر تتوسط جغرافياُ منطقة الشرق الأوسط، وتكاليف الشحن أصبحت جزءا مهما من تكاليف التصنيع في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية وصعوبات الشحن والنقل من القارة الأسيوية لأسواق أوروبا.