توحيد الله: نورٌ يضيء دروب الحياة
توحيد الله: نورٌ يضيء دروب الحياة
في خطبة مميزة ألقاها الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، إمام وخطيب الحرم المكي الشريف، أكد على أهمية الرسالة الإسلامية التي هبَّت كنسيمٍ عليل، تحمل معها تشريعات ربانية سامية. الإسلام، كما قال، هو العقيدة التي استقرّت في أعماق النفوس السليمة، وهي عقيدة التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى، التي تنبع من فطرة الإنسان السليمة، ولكن الشياطين قد أضلّت كثيرًا من الناس عن هذا الطريق المستقيم.
دعوة إلى العودة إلى الفطرة
أشار السديس إلى حديث قدسي يتحدث عن كيفية خلق الله لعباده حنفاء، وأوضح أن الشياطين قد اجتالتهم عن دينهم، وحَرَّمت عليهم ما أَحَلَّهُ الله لهم. ففي هذا الحديث الشريف، يقول الله: "إني خلقتُ عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم". هذا يؤكد على ضرورة العودة إلى الفطرة السليمة والتمسك بالتوحيد الخالص.
التوحيد: أساس العقيدة الإسلامية
وأردف السديس أن توحيد الله يتضمن توحيد الألوهية والربوبية، إلى جانب توحيد الأسماء والصفات. ودعا المصلين إلى الدعاء بأسماء الله الحسنى، مُشيرًا إلى أنه يجب أن يكون التوحيد الهدف الأسمى في حياة كل مسلم. فحماية العقيدة من الشرك والبدع هو ما يسعى إليه كل مؤمن.
ديبو الحلقة 3
أهمية التمسك بالسنة
كما أكد إمام الحرم على أهمية اتباع السنة النبوية والتزام منهج السلف الصالح. وبيّن أن الإسلام قد ربى أتباعه على قوة اليقين والتوكل على الله وحده، موجهاً انتقادات حادة لكل ما قد يُخدش ذلك من ممارسات مثل التوسل بالأموات أو الاعتقاد بأن القبور يمكن أن تحقق لهم مطالبهم. فالله وحده هو من يستجيب للدعاء، وهو القادر على تحقيق الأمنيات.
الشرك: الخطر الأكبر
واستمر السديس في توضيح أن أعظم ما يُؤمر به هو توحيد الله، وأعظم ما يُنهى عنه هو الشرك. وقد ذكر بعض الآيات التي تحذر من الشرك، مثل قوله تعالى: "وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ". وبين أيضًا أن الشرك هو صرف أي نوع من العبادة لغير الله، مما يؤدي إلى ضياع الإنسان.
دعوة للتربية على التوحيد
في ختام خطبته، دعا الشيخ السديس الأسر إلى تعليم أولادهم التوحيد الخالص وتربيتهم على منهج السلف الصالح. وأكد أن الأمة بحاجة ماسة إلى العودة إلى نور الوحيين والاجتماع على الكتاب والسنة، محذرًا من الأفكار المنحرفة التي قد تضر بالأجيال القادمة.
مهد الرسالة: نموذج للإيمان
كما أشاد السديس بالجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في الحفاظ على التوحيد ومحاربة البدع. فهذه البلاد المباركة كانت وستظل نموذجًا يُحتذى به في الإيمان والأمان، وهي دولة التوحيد والسنة، مما يعكس أهمية الوحدة الدينية وتعزيز قيم المواطنة الحقة.
في النهاية، علينا أن نتذكر أن توحيد الله هو النور الذي يضيء دروب حياتنا، ويجب أن نكون دائمًا حذرين من أي انحراف عن هذا الطريق القويم.