زلزال المغرب: تاريخ 1000 عام يضربه الزلزال في
تقرير – مارينا ميلاد:
ساحة جامع ألفنا، ملتقى زوار مدينة مراكش، حيث الفلكلور والمنتجات اليدوية وروائح الأكلات الشعبية النافذة من المطاعم، غطت الأتربة الأفق بها وافترش أرضها سكان المدينة بعد الزلزال الذي ضرب المغرب، الجمعة الماضية، وخلف أكثر من ألفي قتيل ومئات المصابين، وألحق أضرارا بأبرز معالم المدينة القديمة.
والزلزال الذي شهده إقليم الحوز وسجله المعهد الوطني للجيوفيزياء بالرباط بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، أدى لسقوط أجزاء من أبنية وأسوار المدينة التي تأسست في أعوام 1070-1072 كعاصمة للدولة المرابطية، والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1985.
فما هي أبرز الأماكن الأثرية التي تضررت؟
مسجد الكتيبة
تسبب الزلزال في إلحاق أضرار بصومعة جامع الكتيبة، وهو من أشهر المعالم السياحية في مراكش.
فالمسجد ذات المئذنة المميزة والتي يبلغ ارتفاعها 77 مترا، بني في القرن الثاني عشر الميلادي على أنقاض أحد القصور المرابطية القديمة. ويتكون المسجد بعمارته الأندلسية من 17 جناحا، و11 قبة مزينة بالنقوش.
ويتحدث سليمان بكباش (الصحفي بمدينة مراكش) لـ"مصراوي" عن وضع مؤسف للنقاط الأثرية بالمدينة، فيقول "إن أثناء تجوله بالمدينة صباح اليوم التالي للزلزال شاهدا علامات التصدع على جامعي الكتيبة وخربوش الذي يبعد عنه مسافة نحو 200 متر".
تضرر صومعة مسجد الكتبية في #مراكش إثر #الزلزال الذي ضرب #المغرب#زلزال_المغرب#هزة_أرضية#morocco#maroc#أكاديرpic.twitter.com/pR3NWGT28O
— أحداث الداخلة Ahdat Dakhla (@ahdat_dakhla) September 9, 2023الأسوار الحمراء
كذلك أسوار المدينة الحمراء العتيقة، انتشرت مقاطع مصورة تظهر سقوط أجزاء منها... وتلك الأسوار يصل طولها إلى تسعة كيلومترات، مشيدة من الحجر الرملي الأحمر منذ عهد الدولة المرابطية.
حي الملاح القديم
أما أزقة حي الملاح اليهودي القديم في وسط مراكش، فقد امتلأت بالركام بعدما انهارت أبنية قديمة وتحطمت أسقف خشبية.
وتقول حفيظة صحراوية (أحد ساكني الحي) لوكالة فرانس برس: "المشهد أشبه بانفجار قنبلة".
وتكمل المرأة البالغة 50 عاما والتي هرعت بأسرتها للاحتماء في ساحة كبيرة عند مدخل الحي: "كنا نعد العشاء عندما سمعنا شيئا يشبه دوي انفجار. خرجت مذعورة مع أطفالي. لقد انهار منزلنا للأسف... لا نعرف إلى أين نذهب. لقد خسرنا كل شيء".
مسجد تينمل
وعلى بعد 100 كيلومتر من مراكش، في أحد أودية جبال أطلس النائية، انهارت أجزاء من مسجد تينمل الأثري نتيجة الزلزال.
والمسجد الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني عشر، مصنوع من الطوب اللبن والحجر وخضع للترميم عام 1997، وفقا للموقع الرسمي لمكتب السياحة في مراكش.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، "إنها تلقت أنباء عن وقوع أضرار بالغة بمسجد تينمل، وتلقت مقترحات بإدراجه ضمن مواقعها للتراث العالمي". وأشارت إلى أنها ما زالت تنتظر إرسال فريق لتقييم الأضرار.
وردا على سؤال لرويترز عن الأضرار التي لحقت بالمسجد، قال مصدر بوزارة الثقافة المغربية، إن "الوزارة قررت ترميمه وستخصص ميزانية له، دون الخوض في تفاصيل".
وتضم مدينة مراكش ذات الممرات والأسواق والحرف التقليدية أماكن أثرية وتراثية كقصر البديع ومدرسة ابن يوسف ومقابر السعديين وقصر الباهية.
وكانت اليونيسكو أشارت إلى أن سلامة تلك الممتلكات بالمدينة معرضة للخطر بسبب ضغوط التنمية الحضرية، والتعديلات غير المنضبطة في الطوابق العليا ومواد بناء المنازل.
ومن ناحيتها، أعلنت المؤسسة الوطنية للمتاحف أنها اتخذت تدابير فورية لتقييم الأضرار التي طالت متاحفها بمراكش وضمان سلامة الزوار. وأوضحت المؤسسة، في بيانها، أن فريقا من الخبراء تم إرساله إلى متاحف مدينة مراكش، صباح السبت، من أجل الوقوف على حجم الأضرار التي تسبب فيها الزلزال. كما أشارت إلى أنه بمساعدة مكتب دراسات متخصص ومقاولة بناء، تم إرساء دعامات توطيد مؤقتة بمتحف الروافد- دار الباشا، أما المتحف الوطني للنسيج والزرابي (دار السي سعيد) فقد تضرر بشدة من الهزة الأرضية.
وأكدت المؤسسة الوطنية للمتاحف أنها تعبئ جميع الموارد الضرورية لضمان إعادة افتتاح بشكل آمن لمتاحفها الثلاث بمراكش بما في ذلك جامع الفنا (متحف التراث اللامادي).
وكان ملك المغرب محمد السادس، قد أعلن مساء السبت، حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام على أرواح الضحايا، كما أمر بتسريع عمليات الإنقاذ. وشهدت المستشفيات في مدينة مراكش تدفقا للجرحى من مختلف المناطق، ودعت السلطات المواطنين إلى التبرع بالدم.
يذكر أنه في فبراير عام 2004 ضرب زلزالا بلغت قوته 6,3 على مقياس ريختر محافظة الحسيمة على بعد 400 كلم شمال شرق الرباط وأسفر عن 628 قتيلا. وفي فبراير 1960 دمر زلزال مدينة أغادير الواقعة على الساحل الغربي مخلفا أكثر من 12 ألف قتيل، أي ثلث سكان المدينة.
اقرأ أيضا: