-

زلزال المغرب.. رسالة الطفل "سعد" من تحت الأنقاض

زلزال المغرب.. رسالة الطفل
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

كتب- محمود الطوخي
لم تعد المدينة كما كانت بل تحولت أجزاء كبيرة منها إلى أكوام من الركام في ثوان معدودة، والناجون باتوا كفرق إنقاذ بين أطنان من أطلال المنازل، ربما تأتيهم إشارة حياة من جوف المأساة، صوت خافت استدعاهم، تبينوا مصدره فكان طفل يدعى "سعد" ظهرت رأسه من بين الصخور دون جسده، وإن كان الألم قد تمكن منه فخوفه على أسرته كان أكثر قوة رغم صغر سنه، لا يطلب خلاصه بقدر ما يتساءل حول سلامة أسرته، ولا حيلة لدى المنقبين سوى طمأنته بينما لا يزال مصيرهم مجهولا، هكذا يوضح الفيديو الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

عااااجل 🚨🚨🚨🚨 شاهد

لاحول ولاقوة الا بالله "عائلة تحت الانقاض"#زلزال_المغرب#Morocco#مراكش#المغرب#زلزالpic.twitter.com/KMK7OGnHwq

— عساف (@Sa91af) September 9, 2023


ذلك مشهد نتج عن الزلزال الذي ضرب مدينة مراكش المغربية ومحيطها مساء أمس الجمعة بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، وخلف 1037 قتيلاً و 1204مصابأ بينهم 721 حالة حرجة وفق البيان الأخير للتلفزيون المغربي، ولا زالت الأعداد تزداد بمرور الساعات من خلال عمليات البحث والإنقاذ التي تقوم بها المؤسسات المدنية إلى جانب قوات من الجيش الملكي المغربي.

ساعات ثقال قضاها الطفل الصغير تحت الركام وظلام الليل يزيد مخاوفه، وبينما تكبّله الصخور يجاهد لأخذ شهيق تقاومه الأحمال من فوق صدره، يفتقد إلى صوت والديه ليؤنسه وتفترس مخيلته أفكار مظلمة حول مصيرهما، وإن وجد الخلاص من أسره المادي بين الركام، فقد ينتظر خلاص عقله من وساوس نفسه لحين التحقق من سلامة أسرته المفقودة.

كان فيديو الطفل سعد واحد ضمن كثير من الفيديوهات التى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في أعقاب الزلزال الذي غير حيوات آلاف غيره اشتركوا جميعاً في المأساة التى أحاطت بهم على حين غرّة، والمَشاهد لمئات الأشخاص الذين افترشوا الأرض في الطرق والميادين العامة بعدما تهدمت منازلهم أسرت اهتمام الملايين حول العالم، والدعوات المتصاعدة من أفواه الملايين تحفزها ذكريات مأساوية عن الزلزال الذي ضرب كلا من سوريا وتركيا شهر فبراير الماضي وخلف نحو 50 ألف قتيل وعشرات آلاف المصابين.