محمد ومريم.. بطلان من الأزهر يشاركان في نهائيات
القاهرة - مصراوي:
وصل أبطال الأزهر الشريف في تحدي القراءة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في نهائيات الدورة السابعة بدبي.
ويمثل الأزهر الشريف في التصفيات النهائية الطالب مصطفى محمد عبد الغني بعد إحرازه لقب بطل تحدي القراءة العربي في دورته السابعة على المستوى الوطني، من بين 2,068,650 طالباً وطالبة شاركوا في التصفيات، والطالبة مريم محمود أحمد الفائزة بالمركز الأول في فئة أصحاب الهمم في ختام تصفيات شارك فيها 5,100 طالب وطالبة، كما شهدت تصفيات الدورة السابعة على مستوى الأزهر الشريف مشاركة 9,516 معهداً أزهرياً، و7,900 مشرف ومشرفة قراءة.
تعرف على البطلين مصطفى محمد عبد الغني، ومريم محمود أحمد، اللذين يمثلان الأزهر الشريف في نهائيات تحدي القراءة العربي 2023.
مصطفى عبد الغني.. مسافر زاده القراءة
أحرز مصطفى محمد عبد الغني لقب بطل تحدي القراءة العربي في دورته السابعة على مستوى الأزهر الشريف من بين 2068650 طالباً وطالبة، بعد أن قرأ نحو 100 كتاب، حيث يعتبر القراءة وسيلة سفره إلى عوالم أخرى والتعرف إلى ثقافات جديدة، وقد أحب صحبة الكتاب منذ طفولته المبكرة.
يؤمن مصطفى بأن استمرار السعي يستلزم حتمية الوصول، وأن القراءة ليست هواية إنما هي ضرورة، يشعر بامتنان عميق تجاه أسرته التي قدمت له العون والتشجيع، ويحلم بأن يندثر الجهل ويعيش الناس في ظلال العلم.
يقول مصطفى: "عندما شاركت في تحدي القراءة العربي كان هدفي هو مشاركة حبي للقراءة مع الآخرين وحثهم على اكتشاف عالم الكتب، لقد تعلمت الكثير من هذه التجربة وسأكون ممتنا لها على الدوام، والفوز في المسابقة هو خطوة لتحقيق أحد أهم أهدافي وهو الدعوة إلى القراءة التي ترفع الإنسان وفكره".
دوافعه للمشاركة في الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي متنوعة، ويرى أن المبادرة القرائية تحفز على سباق الوقت في سبيل إنهاء قراءة 50 كتاباً خلال مدة قصيرة.
يتحدث مصطفى بتقدير كبير عن تحدي القراءة العربي باعتباره فرصة حقيقة للتغيير "يمثل لي تحدي القراءة العربي نافذة تطل على ما كتب في الماضي لتطوير المستقبل.. أحلم بجعل القراءة متاحة لجميع الناس عن طريق إنشاء مكتبات مجانية ثابتة ومتنقلة، لرفع الجهل عن طريق تسهيل الوصول للمعرفة".
مريم محمود أحمد.. همة تنشد القمة
حققت مريم محمود أحمد التي تعاني من إعاقة بصرية، المركز الأول من بين 5100 طالب وطالبة من فئة أصحاب الهمم لتتوج بلقب تحدي القراءة العربي "فئة أصحاب الهمم" في دورته السابعة على مستوى الأزهر الشريف.
لم تقف همتها عائقاً يعترض طريقها، حيث واجهت حالتها الخاصة من خلال التحدي والإصرار وصممت على تحقيق أهدافها وأحلامها، والدتها هي المصدر الرئيس لقوتها وإلهامها والدافع وراء تحقيق طموحاتها، فهي دائماً ما تشجعها وتقدم لها النصيحة.
عميد الأدب العربي الأديب الراحل طه حسين مثلها الأعلى، أما الشخصية التاريخية التي تتمنى أن تكون مثلها فهي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها.
تأمل مريم التي تطمح إلى أن تكون معلمة للقرآن الكريم وأستاذة جامعية، في أن تكلل جهودها بالتتويج بطلة لتحدي القراءة العربي "فئة أصحاب الهمم" على مستوى العالم العربي.
تقول مريم: "أحمد الله عز وجل على ما أنا فيه، أخذ مني نعمة البصر وعوضني بخير منها، وهي نعمة البصيرة. واجهت حالتي الخاصة وقررت أن أكون بطلة حياتي وبطلة أسرتي وبطلة الأزهر الشريف.. بدأت تجربة تحدي القراءة العربي من مكتبة المدرسة، وواجهت صعوبات كثيرة في أثناء القراءة والكتابة والتلخيص، لكن بفضل الله عز وجل ثم بفضل أسرتي التي وقفت بجانبي استطعت التغلب على التحديات حتى وصلت إلى ما أنا فيه".
وتضيف: "لقد ساهم تحدي القراءة العربي في زيادة معرفتي من خلال تعرفي على كتب كثيرة ومعلومات مفيدة، ومررت بتجربة جديدة أكسبتني خبرات عديدة وكله بفضل القرآن، والنصيحة التي أتوجه بها لأصحاب الهمم هي بالإصرار والتحدي وعدم اليأس ستحققون أحلامكم فلكل مجتهد نصيب، وأن تكون مختلفاً عن الآخرين هي بالطبع نعمة وليست عقبة، وكل شيء قدر من الله عز وجل".
ترسيخ التحصيل المعرفي
وتتوج النسخة السابعة من تحدي القراءة العربي الفائز باللقب، حيث يحصل على 500 ألف درهم، كما تشهد أوبرا دبي التي تستضيف الإعلان عن أبطال التحدي، تكريم صاحب المركز الأول عن فئة أصحاب الهمم التي تم استحداثها وللمرة الأولى في تاريخ المبادرة، ويحصل الفائز على جائزة قدرها 200 ألف درهم.
وسجلت الدورة السابعة من تحدي القراءة العربي مشاركة قياسية بلغت أكثر من 24.8 مليون طالب وطالبة بينهم 22506 طلاب من فئة أصحاب الهمم، يمثلون أكثر من 188 ألف مدرسة في 46 دولة حول العالم، وتحت إشراف نحو 150 ألف مشرف ومشرفة قراءة.
ويهدف تحدي القراءة العربي، وهو أكبر مسابقة ومشروع قراءة على مستوى العالم أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في العام 2015، إلى تعزيز أهمية القراءة لدى الطلبة المشاركين على مستوى الوطن العربي والعالم، وترسيخ التحصيل العلمي والمعرفي ثقافة يومية في حياة الطلبة، وتطوير آليات الاستيعاب والتعبير عن الذات بلغة عربية سليمة، وصولاً إلى إثراء المحتوى المعرفي المتوفر باللغة العربية وتعزيز مكانتها لغة للفكر والعلم والبحث والإبداع.
كما يهدف التحدي إلى فتح الباب أمام الميدان التعليمي والآباء والأمهات في العالم العربي لتأدية دور محوري في تغيير واقع القراءة وغرس حبها في الأجيال الجديدة.
ويسعى التحدي إلى تعزيز أهمية القراءة المعرفية في بناء مهارات التعلم الذاتي، وبناء المنظومة القيمية للنشء من خلال اطلاعهم على قيم وعادات ومعتقدات الثقافات الأخرى، وهو ما يرسخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.