أولادي تاركين للصلاة.. أمين الفتوى يوضح: كيفية
كتب-محمد قادوس:
تلقي الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصلة حول: " عندي طفل عمره 12 سنة وطفل آخر عمره 9 سنوات، بالإضافة إلى ابنتي التي تبلغ من العمر 16 سنة و ابني الذي عمره 18 سنة، أواجه مشكلة في مسألة التزامهم بالصلاة، حيث لا يكون هناك استمرارية في أداء الصلاة، فبعض الأحيان يصلون وبعض الأحيان لا يصلون، وهذا يختلف حسب السن. أريد معرفة كيف يمكنني التعامل مع هذه المشكلة وتوجيههم للحفاظ على الصلاة بانتظام؟".
في رده، قال أمين الفتوى من الضروري أن نلتزم بتوجيه أبنائنا نحو الصلاة، مهما كان عمرهم، سواء كانوا في سن الطفولة أو المراهقة، يجب علينا أن نستمر في نصحهم وتحفيزهم على الصلاة، رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى بأن نأمر أهلنا بالصلاة ونصبر عليهم، لذا، يجب ألا نمل من تكرار الأمر بالصلاة ومتابعة أداء أبنائنا".
وأوضح أن العقاب ليس هو السبيل لتشجيع الأطفال على الصلاة، بل ينبغي التركيز على التحفيز والتشجيع الإيجابي، "نحن لا نركز على العقوبات، بل نحرص على بناء علاقة إيجابية بين الطفل وربه، من خلال المكافآت والتشجيع، يجب أن نفهم أن العلاقة بين الإنسان وربه هي علاقة شخصية، ويجب أن يشعر الطفل بهذه العلاقة ويحترمها".
وتابع: "في سن الطفولة المبكرة، يمكننا استخدام المكافآت والتعزيزات لتشجيع الأطفال على الصلاة، مثل منحهم مكافآت عند إتمامهم للصلاة بشكل منتظم، وعندما يكبرون، نحتاج إلى مواصلة هذا التوجيه من خلال تحفيزهم بالطرق اللطيفة وتوفير الصحبة الصالحة التي تعزز من حبهم للصلاة".
وأشار إلى أن التحفيز يجب أن يكون مصحوباً بشرح معاني الصلاة وأهدافها، وأن نساعد الأطفال على فهم أن الصلاة ليست مجرد حركات بل هي وسيلة للتواصل مع الله وطلب العون منه، ومن المهم أن يفهم الأطفال أن الصلاة هي وقت لطلب المساعدة من الله والتعبير عن الشكر والامتنان له.
وأضاف عبد السميع خلال حلقة برنامج "فتاوى الناس"، المذاع على فضائية "الناس": عندما نرى أبناءنا لا يلتزمون بالصلاة، يجب أن نبقى هادئين وصبورين، وأن نواصل تعليمهم بحب وتفهّم، يجب أن نبتعد عن أساليب العقاب الشديد التي قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتجعلهم ينفرون من الصلاة.
واستكمل: علينا أن نتذكر أن التربية على الصلاة هي عملية طويلة تتطلب الصبر والتحفيز المستمر، عندما ننشئ أطفالنا على حب الصلاة والإيمان بالله، فإنهم سيحافظون عليها ويستمرون في أدائها بانتظام، علينا أن نكون قدوة صالحة ونوفر لهم البيئة المناسبة التي تعزز من إيمانهم وتعلقهم بالله.
كما أكد أمين الفتوى أنه ينبغي على المسلمين مراعاة بعض الضوابط عند التعامل مع الأطفال في المسجد، خاصة أثناء الصلاة والخطبة، لافتا إلى أن وجود الأطفال في المسجد يتطلب التعامل بحذر لضمان عدم تشويشهم على المصلين.
وأشار أمين الفتوى إلى أن الأطفال المميزين، الذين يدركون معاني الصلاة، يمكنهم الوقوف في وسط الصفوف دون أن يقطعوا الصفوف، بينما الأطفال غير المميزين، الذين لا يفهمون أحكام الصلاة بشكل كامل، يُفضل أن يقفوا على أطراف الصفوف، لافتا إلى أن هذا الترتيب يساعد في الحفاظ على اتصال الصفوف وعدم إزعاج المصلين إذا حدث أي تصرف غير لائق من الأطفال.
وفيما يتعلق بصلاة الجمعة، أوضح أن الخطيب، وهو على المنبر، يحق له توجيه الأطفال وإعطائهم التعليمات المناسبة لتهدئتهم، وذلك دون أن يقطع الخطبة، مضيفا أن المصلين لا يجوز لهم التحدث أو التنبيه أثناء الخطبة حتى لا يتسببوا في إزعاج الآخرين أو تشويش سماع الخطبة، وإذا كان هناك ضوضاء من الأطفال، فإن الأفضل هو الانتظار حتى انتهاء الصلاة لتوجيه النصائح برفق إلى الأهالي.
وبين على أهمية تحبيب الأطفال في الصلاة والمساجد بطرق إيجابية، مثل منحهم مكافآت بسيطة بعد الصلاة، موضحا أن تعزيز حب الأطفال للمسجد والصلاة من خلال أساليب تربوية محببة هو جزء من التطبيق الصحيح لأحكام الفقه الإسلامي.
وشدد على ضرورة أن يتحلى القائمون على المساجد بالصبر واللطف في التعامل مع الأطفال، مع التأكيد على تعليمهم آداب المسجد وتشجيعهم على الالتزام بالقواعد، موضحا: "أي شيء يساهم في تحبيب الأطفال في المسجد ويجعلهم يشعرون بالراحة والسعادة في الصلاة هو في النهاية تطبيق للشريعة وتطبيق للأحكام الفقهية بشكل رفيع.
اقرأ أيضًا: