-

اكتشافات جيولوجية جديدة تحت برمودا

اكتشافات جيولوجية جديدة تحت برمودا
(اخر تعديل 2025-12-15 07:16:31 )
بواسطة

لغز جيولوجي جديد تحت أرخبيل برمودا

لقد تنحى لغز مثلث برمودا جانباً، حيث أظهر علماء من مختلف أنحاء العالم اكتشافاً جيولوجياً مثيراً للاهتمام تحت أرخبيل برمودا، الواقع في شمال المحيط الأطلسي. هذا الاكتشاف جاء ليضيف بُعداً جديداً للغز الشهير الذي طالما أحيطت به الأساطير.

اكتشاف طبقة صخرية غير مألوفة

وفقاً لدراسة حديثة نشرت في مجلة "Geophysical Research Letters"، تمكن باحثون من اكتشاف طبقة صخرية غير عادية بسمك يصل إلى 20 كيلومتراً، تقع مباشرة أسفل القشرة المحيطية. هذه الظاهرة الجيولوجية لم تُسجل من قبل في أي منطقة مشابهة حول العالم.

تفسير الظاهرة الجيولوجية

أوضح ويليام فريزر، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم الزلازل في مؤسسة كارنيجي للعلوم في واشنطن، أن القاعدة الطبيعية هي وجود قشرة محيطية تعلو الوشاح مباشرة. ولكن ما يميز برمودا هو وجود طبقة إضافية أسفل القشرة وداخل الصفيحة التكتونية التي تقوم عليها الجزيرة.

مسببات الارتفاع الجيولوجي

رغم أن أصل هذه الطبقة لا يزال غير محسوم، فإن الاكتشاف قد يساعد في تفسير أحد الألغاز الجيولوجية الكبرى المتعلقة ببرمودا، وهو سبب ارتفاع قشرة المحيط في تلك المنطقة مقارنة بمحيطها. يُذكر أن آخر ثوران بركاني معروف في برمودا يعود إلى نحو 31 مليون سنة.

نظرية النشاط البركاني القديم

يرجح الباحثون أن هذه الطبقة الصخرية العملاقة قد تكون نتيجة لنشاط بركاني قديم شهدته الجزيرة، حيث يُعتقد أن صخور الوشاح قد اندفعت إلى داخل القشرة ثم تجمدت في موضعها، مما أدى إلى تشكيل بنية تشبه "الطوف" ساهمت في رفع قاع المحيط بنحو 500 متر.

اللغز الحقيقي لبرمودا

على الرغم من الشهرة الواسعة لبرمودا بسبب الأساطير المرتبطة بمثلث برمودا، يوضح العلماء أن اللغز الحقيقي لا يكمن في حوادث السفن والطائرات، بل في الأسباب الجيولوجية التي جعلت برمودا منطقة مرتفعة وسط المحيط الأطلسي.

التفاصيل العلمية

اعتمد فريزر، بالتعاون مع جيفري بارك، أستاذ علوم الأرض والكواكب في جامعة ييل، على تسجيلات زلزالية التقطتها محطة رصد في برمودا لزلازل قوية وقعت في مناطق بعيدة. من خلال تحليل التغيرات المفاجئة في سرعة الموجات الزلزالية، تمكن الباحثان من رسم صورة لبنية الأرض حتى عمق يقارب 50 كيلومتراً أسفل الجزيرة.

استنتاجات الدراسة

كشفت هذه التحليلات عن وجود طبقة صخرية سميكة ذات كثافة أقل من الصخور المحيطة بها، مما يعزز فرضية دورها في دعم ارتفاع قاع المحيط في المنطقة. وفقاً لآراء سارة مازا، جيولوجية في كلية سميث بولاية ماساتشوستس، فإن بقايا المواد الناتجة عن النشاط البركاني القديم تحت برمودا لا تزال تسهم في الحفاظ على ارتفاعها الجيولوجي.

الاختلاف بين برمودا والجزر الأخرى

أشارت مازا إلى أن أبحاثها السابقة حول تاريخ برمودا البركاني أظهرت أن الحمم البركانية منخفضة في محتوى السيليكا، مما يدل على أنها نشأت من صخور غنية بالكربون. هذه العناصر تشير إلى أن الكربون قد انطلق من أعماق الوشاح الأرضي خلال تشكل القارة العظمى بانجيا قبل ما بين 900 و300 مليون سنة.

مستقبل الأبحاث حول برمودا

في ختام الدراسة، أشار فريزر إلى أنه يعمل حالياً على فحص جزر أخرى حول العالم لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على طبقات صخرية مشابهة، أم أن برمودا تمثل حالة فريدة بالفعل. إن فهم موقع برمودا المتطرف يساعد على فهم المواقع الأقل تطرفاً، ويمنحنا رؤية أوسع للعمليات الطبيعية التي تشكل كوكب الأرض.
الزوجة الأخرى الحلقة 37