استراتيجية جديدة لدعم أوكرانيا

تطورات الاستراتيجية الأمريكية تجاه أوكرانيا

في خطوة قد تعكس تحولاً ملحوظاً في السياسة الأمريكية، أصدرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تحليلاً حول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته الأخيرة إلى كييف. تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التهديدات الروسية وازدياد استخدام الأسلحة الإيرانية في النزاع القائم.

تصريحات بلينكن في كييف

خلال زيارته القصيرة إلى العاصمة الأوكرانية، أشار بلينكن إلى أن الغرب قد ينظر في إمكانية السماح لأوكرانيا بشن هجمات أعمق داخل الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة التي تم تزويدها بها من قبل الدول الغربية. هذا التعليق يأتي في وقت حرج للغاية، حيث بدأت روسيا هجوماً مضاداً في منطقة كورسك، وهي أول محاولة لها لاستعادة الأراضي التي استولى عليها الجيش الأوكراني في هجوم مفاجئ قبل أكثر من شهر.

تأثير التصريحات على الدعم الأمريكي

أثارت هذه التصريحات تساؤلات حول مستقبل الدعم العسكري للولايات المتحدة لأوكرانيا. في ضوء التصعيد المستمر للصراع في منطقة كورسك وتزايد استخدام روسيا للصواريخ الباليستية الإيرانية، فإن قرار السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى قد يحمل تبعات جسيمة على مسار النزاع، ويعكس التزاماً متزايداً من الغرب بدعم كييف في مواجهتها مع موسكو.

ضغط أوكراني للحصول على الدعم

لطالما سعت أوكرانيا للحصول على إذن من الولايات المتحدة لاستخدام صواريخ بعيدة المدى، بهدف عرقلة الهجمات الروسية واستهداف أهداف داخل العمق الروسي. ومع ذلك، كانت الولايات المتحدة مترددة في منح هذه التصاريح، خوفاً من تصعيد النزاع مع روسيا.

تصريحات بلينكن حول التطورات العسكرية

وفي مؤتمر صحفي، أكد بلينكن على ضرورة تعديل الاستراتيجيات وفقاً للتغيرات في الميدان، قائلاً: "ليس لدي أدنى شك أننا سنواصل التكيف مع تطورات الوضع". كما حذر من أن تقديم الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى روسيا سيزيد من حدة التهديدات الروسية، مشيراً إلى أن ذلك سيعزز عدوان روسيا في أوكرانيا.

ردود الفعل الروسية

في هذا السياق، عبر نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف عن قلق موسكو من أن السماح لكييف باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف الأراضي الروسية يعد تصعيداً للصراع، مؤكداً أن "عزيمتنا لتحقيق جميع أهداف العملية العسكرية الخاصة لم تتزعزع كما كانت من قبل".

زيادة الاهتمام الدولي بدعم أوكرانيا

كما أشار بلينكن، الذي كان يرافقه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إلى أن هناك اهتماماً دولياً متزايداً بسبل دعم أوكرانيا في مواجهة التصعيد الروسي. ومن المتوقع أن يناقش رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاستراتيجية المقبلة لأوكرانيا خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض.

تداعيات الهجمات الروسية على أوكرانيا

في ظل استمرار الهجمات الروسية على المدن والبنية التحتية الأوكرانية، تزداد الضغوط الدولية على موسكو للحد من تصعيدها العسكري. تخشى الدول الغربية أن يؤدي تدمير شبكة الكهرباء الأوكرانية إلى موجة نزوح جماعي للسكان خلال فصل الشتاء المقبل.

تطورات المعركة في كورسك

من ناحية أخرى، أعلن قائد روسي أن القوات الروسية استعادت السيطرة على عدة مدن في منطقة كورسك، مما يمثل ضربة معنوية لكييف التي شهدت تحسناً في الروح المعنوية بعد هجومها المفاجئ الشهر الماضي. وفي هذا الإطار، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن الهدف من الهجوم على كورسك هو تدمير اللوجستيات العسكرية الروسية واستنزاف احتياطياتها.