في ذكرى وفاته.. أبرز المعلومات عن شيخ الأزهر
كـتب- علي شبل:
في ذكرى وفاته التي توافق 17 أكتوبر .. رصد مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية جانبا من سيرة الإمام الزاهد فضيلة الدكتور/ عبدالحليم محمود، الشيخ السادس والأربعين للأزهر الشريف.
ونشر الأزهر للفتوى، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أبرز المعلومات عن الإمام الراحل في النقاط التالية
مولده ونشأته
• ولد فضيلةُ الشيخ عبدالحليم محمود بعزبة أبو أحمد قرية السلام، مركز بلبيس بمحافظة الشرقية في الثاني من جمادى الأولى لعام: 1328هـ، الموافق للثاني عشر من مايو لعام: 1910م، لأسرةٍ كريمةٍ مُحبّةٍ للعلم والأزهر الشريف، ولوالدٍ رأى في ابنه امتدادًا لأملِه ورسالته.
• حفظ الابنُ القرآنَ والتحق بالأزهر الشريف، عام: 1923م، وحصل على الشهادة الثانوية في عام واحد؛ حيث كان النظامُ وقتئذٍ يسمح أن تُختصرَ المرحلة الثانوية في عام واحد، إذا كانت علوم الطالب ومعارفه تتخطى حدودَ المقرّرات في هذه المرحلة.
مسيرته العلمية والعملية
• حصل الشيخ على شهادة العالِمية سنة 1351هـ/ 1932م.
• سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة؛ لاستكمال دراساته العليا، حتى حصل على الدكتوراة في الفلسفة الإسلامية عن الحارث المحاسِبي سنة: 1359هـ / 1940م.
• كان الشيخ مُتبحرًا في كثيرٍ من العلوم والفنون؛ مما أهَّله لتولّي العديد من المناصب بعد أن كان مُدرّسًا لعلمِ النفس بكلية اللغة العربية، منها:
- تعيينه أستاذًا للفلسفة بكلية أصول الدين سنة:1951م.
- عمادة كلية أصول الدين سنة: 1384هـ / 1964م.
- الأمانة العامة لمجمع البحوث الإسلامية.
- وكالة الأزهر الشريف 1970م.
- وزارة الأوقاف وشئون الأزهر.
- مشيخة الأزهر الشريف 1973م.
من جهوده الدعوية
كان فضيلةُ الإمام عبدالحليم محمود ذا رؤيةٍ إداريةٍ واضحة، وفنِّ قيادة، وقرارٍ إصلاحيّ واعٍ في جميع المواقع التي أدارها، ونلمح ذلك في الآتي:
• اهتم الإمامُ خلال تولّيه وزارةَ الأوقاف بترميم وتجديد المساجد العتيقة والأثرية، كمسجد الصحابيّ الجليل سيدِنا عمرو بن العاص رضي الله عنه، وكلّف الشيخَ محمدَ الغزالي بالخطابة فيه، كما ضم عددًا من المساجد الأهلية إليها.
• استرد الإمامُ أملاك الوزارة وأوقافَها من هيئة الإصلاح الزراعي، وأسند إدارتَها لهيئة الأوقاف اللتي أنشأها داخل الوزارة.
• قدم فضيلة الإمام عبدالحليم محمود خدماتٍ دعويةً جليلةً أثناء توليه مجمعَ البحوث الإسلامية، أهمها: وضعُ الهيكل التنظيمي والإداري الحديث لمجمع البحوث، وتخصيصُه المقرَّ الحالي للمجمع بمدينة نصر.
• عمل على تطوير مكتبة الأزهر وإمدادِها بالكتب والمؤلفات.
• توسّع في إنشاء المعاهد الأزهرية بمراحلها المختلفة، في أنحاء الجمهورية.
تصانيفه ومؤلفاته
كان الشيخ صاحبَ علمٍ واسع، ونظرٍ ثاقبٍ، وفكرٍ مستنير، وقلمٍ رشيق.
ولِما عُرف به من علمٍ وزهدٍ وتصوفٍ؛ لُقِّب بغزاليِّ القرنِ العشرين.
ومن أهم كتب الشيخ كتابٌ بيّن فيه منهجَه سمَّاه: «التوحيد الخالص»، أو «الإسلام والعقل» وقال عنه: (...وما فرحتُ بظهور كتابٍ من كتبي مثل فرحي يوم ظهر هذا الكتاب، لأنه من خلاصة تجربتي في حياتي الفكرية).
كما أثرى المكتبةَ الإسلاميةَ بعديدٍ من الكتب والمؤلفات في مجالات متعددة ربت على الستين مؤلفًا، منها ما كتب بالعربية، ومنها ما كتب بالفرنسية، مِن أهمها:
• موقف الإسلام من الفن والعلم والفلسفة.
• التفكير الفلسفي في الإسلام.
• منهج الإصلاح الإسلامي في المجتمع.
• أستاذ السائرين الحارث المحاسبي.
• الإمام الربانيّ الزاهد عبد الله بن المبارك.
• أوروبا والإسلام.
• فتاوى الإمام عبد الحليم محمود.
كما حقّق العديدَ من أمهات الكتب، مثل:
• لطائف المنن لابن عطاء الله السكندري.
• اللمع لأبي نصر السراج الطوسي.
• المنقذ من الضلال لحجة الإسلام الغزالي.
وترجم العديدَ من كتب الفلسفة اليونانية والأخلاق من الفرنسية إلى العربية، مثل:
• الفلسفة اليونانية أصولُها وتطورها لألبير ريفو.
• الأخلاق في الفلسفة الحديثة لأندريه كريسون.
الشيخ وقضايا الأمة
من يتأملْ سيرةَ الشيخ رحمه الله يظهرْ له جليًّا عظيمُ بذلِه في خدمة الدعوة إلى الله في مصر وخارجها، وبيانُه الإسلامَ وأحكامَه وتعاليمَه في صورته السمحة الحكيمة خلال زيارته لدول العالم شرقا وغربا.
ومتابعتُه لكل ما يدور على ساحة عصره من قضايا تخصّ المسلمين في كل مكان، وإعلانُه المواقفَ الواضحةَ حيالها، بما يدعم استقرارَهم وسلامهم وإنصافَهم وحريتهم.
ولا يخفى دوره العظيم في فترة انتصار حرب أكتوبر المجيد وما بذله هو وزملاؤه من العلماء والدعاة في وعظ جنود النصر على الجبهة بإلقاء الدروس والخطب بما يرفع همتهم وروحهم المعنوية، إضافة إلى توحيد الجبهة الداخلية، وصف الشعب خلف قواته المسلحة في هذا الظرف الوطني الفارق.
وفاته
بعد حياة زاخرةٍ بالعطاء والإصلاح في كل ميدان، وخدمةِ قضايا الإسلام في كل مجال؛ ختم الشيخُ حياتَه بزيارةٍ للأراضي المقدسة.
وفي صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 15 ذو القعدة 1397 هـ / 27 أكتوبر 1977م، عقب عمليةٍ جراحيةٍ أجراها؛ فاضت روح الشيخ إلى بارئها.
ولا يسعنا في ختام هذه البطاقة إلا أن نقول: إنه لمن الصعب أن نُوفِّيَ الشيخَ حقّه، أو نحصيَ فضائلَه ومآثره، أو نذكرَ كلَّ مواقفه التي ينبغي أن نقتديَ بها ونتمثلَ، وحسبُنا أنّا أردنا إلقاءَ الضوء على مسيرته العلمية والإصلاحية والفكرية المؤثرة المُلهمة؛ حتى يقتفيَ الناسُ أثرَ الهُداة المُصلحين.
ويمكنُ لمن أراد الاستزادةَ عن حياة الشيخ، وخلاصة أفكاره، وتجاربه، ومنهجه الإصلاحي؛ أن يرجعَ إلى كتابه الرائع: «الحمد لله هذه حياتي».
رحمَ الله الشيخ، وأحسن إليه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.