-

تربية النعام.. المكسب بين اللحم والريش (صور)

تربية النعام.. المكسب بين اللحم والريش (صور)
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة


السويس - حسام الدين أحمد:

تحولت تربية النعام من مشروعات صغيرة كنموذج للثروة الداجنة ووسيلة لتوفير اللحوم وتحقيق الربح، إلى مشاريع كبرى تُصدر منتجاتها للخارج، تعتمد عليها دول كمصدر للعملة الأجنبية، وتستفيد من كل جزء منها إذا ما أحسنت استغلال الطائر الأكبر على الكوكب.

يسعى مربو النعام في مصر إلى تحقيق تجربة مماثلة لما يجرى في إيران ودول وسط وجنوب إفريقيا، سعيًا نحو تصدير منتجاتهم للدول الأوروبية، الأكثر طلبًا على لحم النعام، الذي لا يقتنوه حيًا بسبب الطقس البارد.

داخل القطاع الريفي شمالي السويس، بدأ يوسف مدحت قبل 3 أعوام مشروع صغير لتربية النعام، بمرور الوقت تضاعفت أعداد الأسر المنتجة للبيض، وأفراخ النعام حتى بدأ في بيع صغارها وجنى ثمار العمل.

كتكوت النعام

"المشروع يبدأ من أفراخ النعام الصغيرة، هي المرحلة الأولى في أي دورة انتاج" يحكي يوسف كيف بدأ مشروعه بالكتاكيت، كانت بعمر أسبوعين الواحدة منها أكبر حجما من الفرخة البلدي، بوزن 750جرام، يصل إلى 2 كيلو عند عمر شهر، ويبلغ متوسط سكر الكتكوت حاليا من 1400 إلى 1600 جنيه، إذ انخفض مع كثرة المعروض منها للبيع.

يقول يوسف إن صعوبة البداية تكمن في المحافظة على الصغار، فهي أكثر حساسية من كتاكيت الدواجن الأخرى كما انها بعيده عن أسرتها، وتحتاج إلى غرفة دافئة لتعيش، مع مقاومة الامراض التي تصيب الصغار وأشهرها تكسح القدمين، وكلما كان عمر كتكوت النعام أكبر كان أفضل لذلك لا يفضل أن يخرج من الحضانة إلا بعد مرور 10 أيام على الأقل من زمن التفريخ.
تابع يوسف أن الكتكوت يتغذى على علف تسمين بادي، ثم علف تسمين عادي حتى يتم 9 شهور، وبعد ذلك يغير العلف إلى بياض لاحتوائه على نسبة اعلى من البروتين.

بلوغ الطائر

"نعرف جنس الطائر بعد تجاوز 10 شهور، يبدأ لون ريش الذكور في التحول للأسود بينما الإناث يبقي ريشها بني اللون كما تظهر علامات في الساق يستدل منها على النوع" يوضح صاحب مزرعة النعام ويضيف أن بعد ذلك بنحو عام يبدأ تكوين الأسر.

يشير يوسف إلى أن النعامة تبدأ في وضع البيض بشكل غير منتظم وهي بعمر سنه و8 شهور إلى سنتين، وذلك في الفترة من فبراير حتى أكتوبر، بينما تنقطع عن وضع البيض من نوفمبر حتى يناير، ولا تنتظم في وضع البيض إلا بعد عمر 4 سنوات، وكشف ان بعض أنواع النعام تضع البيض حتى عمر 40 عاما ويعيش النعام حتى عمر 80 عامًا.

تكوين الأسر

تضم اسرة النعام ذكر واحد و2 من الإناث، ويمكن زيادة عددها لكن يفضل ألا تزيد حفاظا على خصوبة الذكر، واستمرار عملية التلقيح لضمان بيض صالح للتفريخ، ويخصص لكل اسرة مساحة 100 متر، مع مظلة وتوافر المياه بشكل دائم تحت الظل.

تنتج الأسرة الواحدة نحو 60 بيضة شهريا، متوسط وزن البيضة 1500 جرام، في العادة تدفن النعام البيض في الرمال الدافئة ثم ترقد عليه مدة طويلة تتجاوز 35 يوما، طوال تلك الفترة لا تضع بيضا، لذلك ينقل العمال البيض أولا بأول إلى المفرخة، بدرجة حرارة 36 ورطوبة 23% وتقلب يوميا حتى 39 يومًا.

ديكور البيض

يقول سامح حسني المسؤول عن المزرعة وتغذية النعام، إن البيض يخضع للفحص بعد 5 أيام من دخول المفرخة، لبيان ما إذا كانت مخصبة أم لا، إن كانت صالحة تبقي داخل مكانها، وإن لم تخصب فتنقل للخارج وتثقب ثم تفرغ محتوياتها في كيس وتعقم البيضة، وتباع.

يوضح سامح أن بيضة النعام قوية، وقشرتها بسمك 3 ملي، لذلك تباع فارغة بسعر يتراوح من 120 إلى 140 جنيهًا، يشتريها الرسامين ومحترفي النحت ومحلات الديكورات، وبعد تغير ألوانها بالفرشاة وتزيينها بالصدف تباع بأكثر من 2000 جنيه.

يوضح سامح أن تغذية النعام ونوع الغذاء عامل مهم يتوقف عليه صحة الكتكوت في كل دورة انتاج، فضلا عن تسمين النعام نفسه حال أراد صاحب المزرعة بيع الإناث للذبح، بينما يفضل أغلب المربين الإبقاء على الذكور، ولا تباع إلا اذا تراجع معدل تخصيبها، ويكون الذكر أكبر حجما عادة، وهو عدواني خاصة خلال فترة التزاوج، وضربة من قدمة تعادل قوة ركلة الجمل.

ثروة من الجلد والريش

تباع أثني النعام بمتوسط سعر 6 آلاف جنيه حاليا، بحسب ما ذكر صاحب المزرعة، وتعطي صافي لحم 35 كيلو تقريبا بدون دهون، ويباع الكيلو بمتوسط سعر 300 جنيها، إلا ان هناك اقتصاد اخر قائم على النعام غير لحومها الحمراء والاقرب إلى لحم الغزال.

يكشف يوسف إن هناك تجارة رائجة لما ينتجه النعام، أولها الريش وهو لا يستخدم فقط في الوسائد، ولكن يدخل في صناعة الملابس سواء في الحشوات الداخلية ليوفر تدفئة عالية، أو من الخارج في يكسو الفساتين ليتجاوز ثمنها 5 ألاف دولار، ويستخدم أيضا في صناعة بعض أدوات التنظيف لاسيما الريش الصغير حيث يتميز ريش النعام بجمع الاتربة ومنع وصولها إلى الجلد.

وتابع ان بعض الدول استفادت من تلك الميزة وصنعت من الريش الصغير في بطن النعام، فرش لتنظيف الأجهزة الإلكترونية الحساسة، فهي قادرة على التقاط الغبار والاتربة الدقيقة والتي تؤثر على عمل وكفاءة تلك الأجهزة.

تصدير الجلد

اما الجلد فيدبغ، وهناك مساعي كبيرة من تجار النعام لتصديره إلى إيطاليا حيث المكان الوحيد المعروف بدباغة جلد النعام بطرق لا يفصحون عنها وتختلف كليا عن دباغة جلد الأبقار الأغنام.

ويصل سعر جلد النعامة الواحدة 350 دولار ليباع بعد عدة عمليات تصنيع بالألاف، وهو الجلد الأكثر قوة واستخداما في العلامات التجارية العالمية للأحذية وحقائب السيدات بعد جلد التمساح.

اما دهن النعام فيبذاب في وسط مائي حار، َ ويستخدم في علاج عدة امراض لا سيما التهابات المفاصل والعمود الفقري، يوضع عليه بعد اذابته زيت نعناع او قرنفل كونها زيوت تياره تساعد على فتح مسام الجلد وتشرب الدهن، ويتجاوز سعر العلبة 100 جرام، 150 جنيها.

يؤكد صاحب مزرعة النعام أن المربين يحتاجون إلى دعم الدولة فيما يتعلق بتصدير الجلود حتى ان بعضهم عرض تصديرها دون مقابل على أن يعود ذلك العائد للدولة بدلا من القاء الجلد مع المخلفات والأحشاء للحيوانات الضارية، لعدم قدرتهم على الاستفادة منه سواء جلد الجسم او جلد الرقبة وهو يدخل في عدة صناعات ويتميز بالمتانة والقوة مقارنة بالأنواع الأخرى من الجلود.