عملية التجميل: بين الشرع والطب
عملية التجميل: بين الشرع والطب
كتب - محمود مصطفى:
وجهة نظر فقهية حول عمليات التجميل
أوضح الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه إذا كانت نية الشخص من عمليات التجميل هي تغيير خلق الله عز وجل من دون ضرورة، فإن هذا الأمر يعد غير جائز. حيث يعتبر ذلك تدليسًا وتغييرًا للواقع الذي خلقه الله، مما ينتج عنه إظهار الإنسان بشكل غير حقيقي.
الملتقى الفقهي: الزينة وعمليات التجميل
جاءت هذه التصريحات خلال اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي (رؤية معاصرة) الذي يعقد تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر. كان عنوان اللقاء هو: «الزينة وعمليات التجميل بين الشرع والطب»، بحضور الدكتور محمود صديق.
أهمية الزينة في الإسلام
وأضاف الدكتور محمود صديق أن الله تعالى قد أمرنا بالزينة لما تحمله من معانٍ جمالية ودلائل راقية، حيث قال سبحانه: ﴿يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾.
مواقف شرعية من عمليات التجميل
وأشار إلى أن عمليات التجميل قد تكون مباحة في حالات معينة، مثل التشوه الناتج عن حادث أو عيب خلقي أو مرض يتطلب التدخل الجراحي. في هذه الحالة، يجب على الإنسان أن يسعى للإصلاح، مع التأكيد على ضرورة أن تكون النتائج إيجابية.
حكاية ليلة مترجم الحلقة 18
المخاطر المرتبطة بعمليات التجميل
كما حذر الدكتور محمود صديق من أن عمليات التجميل قد تؤدي إلى نوع من الإدمان، حيث يسعى الشخص للحفاظ على صورة معينة قد لا تعكس حقيقته. وأوضح أن المواد المستخدمة في هذه العمليات لا تدوم طويلاً، مما يؤدي إلى تغيرات في الشكل قد تسبب تشوهات وأعراض جانبية غير محمودة.
آثار الوشم والتشوهات
أما بالنسبة للوشم، فقد أشار إلى أنه يتسبب في تشوهات دائمة، حيث يتغلغل في الطبقات العميقة من الجلد ولا يمكن إزالته بسهولة. وهذا ما يسبب للشباب الندم بعد فوات الأوان، حيث تظهر الآثار السلبية لهذه القرارات في المستقبل.
ضوابط الزينة في الإسلام
وأكد الدكتور محمود صديق أن الرسول ﷺ قد حثنا على الزينة، ولكن وفق ضوابط تتوافق مع طبيعتنا الإنسانية وفطرتنا السليمة.
مخاطر الإسراف في التجميل
أشار نائب رئيس جامعة الأزهر إلى أن الإسراف في عمليات التجميل وتكرارها قد يؤدي إلى أضرار طبية جسيمة، وقد تصل في بعض الحالات إلى الوفاة، كما هو الحال في عمليات شفط الدهون. بالإضافة إلى ذلك، فإن المواد المستخدمة في عمليات التجميل غير دائمة، مما يزيد من فرص حدوث تشوهات يصعب علاجها.
التأكيد على قبول فطرة الله
وحذر من الانسياق وراء أهواء النفس، مشددًا على أن التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الجسم بسبب التقدم في العمر هي جزء من دورة الحياة، ويجب على الإنسان أن يتقبلها، إذ قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾.
دعوة لاحترام الفطرة
وختامًا، دعا الدكتور محمود صديق إلى ضرورة احترام فطرة الله التي فطر الناس عليها، وعدم التدخل في تغييرها، مشيرًا إلى الأضرار التي قد تنتج عن الإسراف في استخدام مواد التجميل.
يُذكر أن الملتقى الفقهي يُعقد أسبوعيًا في رحاب الجامع الأزهر، حيث يتم مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، بهدف إيجاد حلول وفقًا للشريعة الإسلامية.