دعاء نهاية العام الهجري.. اللهم اختم بالسّعادة
كـتب- علي شبل:
استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال شهر المحرم لعام 1445 هجرياً بعد غروب شمس أمس الإثنين، الموافق 29 من شهر ذى الحجة لعام 1444 هجريا، وأعلنت الإفتاء أن يوم غد الأربعاء هو أول أيام شهر المحرم لعام 1443هـ، وبداية العام الهجرى الجديد.
ومع نهاية عام وبدء عام هجري جديد هناك دعاء منتشر بين الناس؛ يسأل المسلم فيه ربه إعانته على العام الجديد، ومغفرتَه للعام الماضي، فما حكم هذين الدعاءين؟.. سؤال تلقته دار الإفتاء المصرية، أجاب عنه الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، ليوضح الرأي الشرعي في تلك المسألة.
في بيان فتواه، أكد علام أن تخصيص يوم معيَّن في السَّنَة بدعاءٍ معينٍ من أدعية الصالحين ومُجَرَّبَاتهم أو عبادةٍ معينةٍ أمرٌ جائزٌ شرعًا جرى عليه عمل المسلمين عبر القرون، ونص أهل العلم من مختلف المذاهب على مشروعيته، ما لم يُعتَقَد أنه سنّةٌ نبوية.
وتابع علام: الدعاءان المشار إليهما في السؤال هما من الأدعية المستحسَنة المأثورة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ نحو ألف سنة:
أما دعاء آخر السنة، فهو أن يقول في آخر أيامها:
"اللهم ما عَمِلْتُ في هذه السنة مما نهيتني عنه، ولم تَرْضَه ولم تنسه، وحَلُمْتَ عني بعد قُدْرتك على عقوبتي، ودعوتني إلى التَّوبة من بعد جرأتي على معصيتك، فإني أستغفرك منه، فاغفرْ لي، وما عَمِلْتُ فيها مما ترضاه ووعدتني عليه الثَّواب، فأسألك أن تتقبَّلَه مني، ولا تقطع رجائي منك يا كريم".
واليك بعض من صيغ الدعاء الأدعية المستحبة
ربنا لك الحمد، ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
اللهم إنا نسألك في هذه الساعات المباركة من آخر أيام وليالي العام الهجري المنتهي، أن تعيد علينا الأيام المباركة أعواماً عديدة في خير وصحة وراحة بال، وأن ترفع عنا البلاء والغلاء، وأن تقضي حوائجنا، وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وتتوب علينا، وتعافينا وتعفو عنا، وتصلح أهلينا وذرياتنا، وتحفظنا بعين رعايتك، وتحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وترحمنا برحمتك الواسعة، رحمة تغنينا بها عمن سواك.
اللهم إن هذه آخر أوقات عام يمضي، فاقسم لي فيها خير ما قسمت، واختم لي في قضائك خير ما ختمت، واختم لي بالسعادة فيما ختمت... اللهم افتح لي في هذه الليلة باب كل خير فتحته لأحد من خلقك وأوليائك وأهل طاعتك و لا تسده عني وارزقني رزقا تغيثني به من رزقك الطيب الحلال.
اللهم ما قسمت في هذه الساعات المباركة من خير وعافية وصحة وسلامة وسعة رزق فاجعل لي منه نصيبا، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء وشر وفتنة فاصرفه عني وعن جميع المسلمين.
اللهمّ ببركة شهر ذي الحجة وجميع الأشهر والأيام المباركة، امسح عن الجبين الحزن والتعب، فإنّ الظّلام قد طال وكثرت السّحب. اللهمّ ارزقنا نصراً نمحو به بؤسنا، وعزًا نطهّر به غمّنا اللهمّ لا تردّنا إلّا وقد عزت بذكرك ألسنتنا، وطهّرت من الذّنوب أبداننا، وملأت بالهدى قلوبنا، وشرحت بالإسلام صدورنا، وأقررت برضاك عيوننا، واستخدمت لدينك أرواحنا وأبداننا… اللهمّ قَومنا إذا اعوججنا، وأعنّا إذا استقمنا، وأعطنا رضاً لا سخط بعده، وهدىً لا ضلال بعده، وعلماً لا جهل بعده، وغنىّ لا فقر بعده، واجعلنا في كنفك وإنعامك، وعطائك وإحسانك.
اللهمّ عبدتك قدر استطاعتي وقصرت في المزيد، ولكني أطمح في عفوك وكرمك، فيارب بحق رحمتك وغفرانك اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به منّي، اللهمّ اغفر لي جدّي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكلّ ذلك عندي، اللهمّ اغفر لي ما قدّمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به منّي، أنت المقدم وأنت المؤخّر، وأنت على كلّ شيءٍ قدير.
اللهمّ في وداع شهر عام هجري مبارك، اختم بالسّعادة آجالنا، وبالزّيادة آمالنا، واقرن بالعافية غدوّنا وآصالنا، واجعل إلى رحمتك مصيرنا ومرجعنا، وصب سجال عفوك على ذنوبنا، واجعل التّقوى زادنا وفي دينك اجتهادنا، وعليك توكُّلُنا واعتمادنا، ثبّتنا على نهج الاستقامة، وأعذنا من موجبات النّدامة يوم القيامة، اللهمّ خفّف عنّا ثقل أوزارنا، وارزقنا عيشة الأبرار، واكفنا واصرف عنّا شرّ الأشرار، واعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمّهاتنا وعشيرتنا من عذاب القبر ومن النّيران، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
اللهم لا تصرفني من آخر تلك الليالي المباركة إلا بذنب مغفور وسعي مشكور وعمل متقبل مبرور وتجارة لن تبور وشفاء لما في الصدور وتوبة خالصة لوجهك الكريم.
اللهم بحق هذه الليالي المباركة اعف عنا واغفر لنا ووسع في أرزاقنا وتجاوز عن سيائتنا، وارزق كل مشتاق بالذرية الصالحة، وانظر لنا نظرة الرضا، واجعلنا في جوارك، وسدد دين كل مدين، وارزقنا جوار الحبيب المصطفى، وارحم كل ميت، واشف كل مريض، واجبر كسر قلوبنا، وأعنا على طاعتكو اكفنا شر خلقك، وبارك لنا في أرزاقنا، وبارك لنا في أزواجنا وزوجاتنا، وبارك لنا في ذرياتنا، وارزقنا شفاعة نبينا، وارزقنا رؤية حبيبنا، وارفع عنا الوباء والبلاء، وباعد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب.
اللهمَّ اجعَل لنا في هذا اليوم دعوة لا تُرَد، وافتح لنا باباً في الجنةِ لا يُسَد، واحشرنا في زمرةِ سيدنا محمد صلى الله عليهِ وسلم.
اللهم صلِ علي سيدنا محمد الحبيب إذا عُدِمَ الحبيب ، والطبيب إذا عز الطبيب، راحة القلوب إذا اشتدت الكروب، سر الدواء وأصل الشفاء، وعناية السماء ، ومصدر الرجاء، صلي الله عليه وعلي آله الأوفياء، وأصحابه الرحماء، صلاة محيطة بجميع الكمالات، عالية علي سائر الصلوات، تُطهرنا بها من غرور النفس وشواغل الحس، وسيئات الذنوب، وخائنة الأعين، وما تخفي الصدور، صلاة تغفر لنا بها جميع الزلات والهفوات، وتسترنا بها فى الحياة وترحمنا بها بعد الممات.