عودة جندي: قصة فوزي بعد 57 عامًا
الإسكندرية - محمد البدري
في حدث مثير يعيد للأذهان ذكريات مؤلمة، عاد رفات الجندي المصري فوزي محمد عبد المولى إلى أحضان أسرته بعد 57 عامًا من الاستشهاد. قصة عودته إلى الوطن لم تكن مجرد صدفة، بل كانت نتيجة جهود غير متوقعة ومؤثرة.
رحلة البحث عن الحقيقة
تعود القصة إلى يوليو 2024، حيث كان فريق من إحدى المؤسسات المدنية موجودًا في منطقة الحسنة بوسط سيناء. خلال عملهم، عثروا على رفات الجندي فوزي مع بعض أوراقه الرسمية ومقتنياته الشخصية. لم يكن يعلم الجميع أن هذه اللحظة ستكون بداية رحلة مؤثرة لإعادة الشهيد إلى أسرته.
حياة قصيرة مليئة بالبطولة
وُلد فوزي في 18 يناير 1945، وكان يبلغ من العمر 22 عامًا عندما استشهد خلال أحداث حرب 1967. الوثائق التي وُجدت بجانبه أشارت إلى أنه كان من بين الجنود الذين انسحبوا في فوضى بعد الهجوم الإسرائيلي على سيناء في 5 يونيو 1967. ورغم مرور السنوات، بقيت بطاقة هويته الشخصية في حالة جيدة، مما ساعد في تحديد هويته والبحث عن أسرته.
صدفة تعيد الأمل
في موقف غير متوقع، كانت صورة منشورة على إحدى منصات التواصل الاجتماعي هي المفتاح لإعادة جثمان الشهيد إلى أسرته. رأى ابن شقيق الشهيد منشورًا يتضمن صورة لأفراد أسرته بجوار الجندي، وطلب البحث عن عائلته. هذه الصور كانت من بين المقتنيات التي احتفظ بها فوزي ليذكر إخوته وأقاربه.
أنا بنت أبي الحلقة 115
خطوات نحو الحقيقة
"صورة والدي كانت ضمن متعلقات الشهيد"، هكذا ذكر ابن شقيق الشهيد كيف قاده فضوله لاكتشاف الحقيقة بعدما رأى صورة والده. تعرفت أسرته على عمه الشهيد في الصور، ومن ثم توجهوا إلى الجهات المختصة.
التحقق من الهوية
بعد التواصل مع الجهات المعنية، تم إبلاغ ابن شقيق الشهيد بأن الجثمان موجود في مستشفى السويس العسكري. طُلِب أحد أشقاء الشهيد لإجراء تحليل DNA لمطابقة العينة مع الرفات. وبعد نحو شهر، أكدت التحاليل تطابق العينة، وتم إبلاغهم بضرورة استلام الرفات لدفنه في مقابر العائلة بعد جنازة عسكرية تليق بالبطل.
شكر وتقدير للجهات المعنية
عبّر ابن شقيق الشهيد عن شكره العميق للجهات المعنية على تعاونها وتفانيها في تنظيم جنازة عسكرية تليق بالشهداء، قبل دفن الجثمان في مقابر العائلة بالدخيلة. لقد كانت هذه اللحظة تجسيدًا للوفاء والتقدير لمن ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن.