علماء يكشفون السر: لماذا تعيش النساء عمرا أطول
ما زال لغز قدرة النساء على العيش عمرا أطول من الرجال، يمثل تحديا للعلماء، غير أن دراسة حديثة ربما توصلت إلى حل.
وحسب دراسة حديثة فإن السر قد يكمن في الحيوانات المنوية والبويضات، وأفادت أن الخلايا التي تتطور إلى بويضات عند الإناث وحيوانات منوية عند الذكور تؤدي إلى اختلافات بين الجنسين في متوسط العمر، وأن إزالة الخلايا تؤدي إلى حيوانات لها نفس متوسط العمر المتوقع.
والمعروف أن المتوسط العالمي لعمر الرجال يبلغ 71.1 سنة، بينما يبلغ متوسط عمر النساء 76.2 سنة، حسب آخر دراسة إحصائية أجريت عام 2022.
أما في مصر، ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ متوسط العمر المتوقع عند الميلاد للذكور 69 سنة، وللإناث 73.5 حسب إحصاءات العام 2023.
وأجريت التجارب على أسماك "كيليفيش" الصغيرة ذات اللون الفيروزي، وهي من الأنواع التي تعيش في المياه العذبة وتصل إلى مرحلة النضج الجنسي خلال أسبوعين وتعيش بضعة أشهر فقط، كما هو الحال في البشر، تعيش أنثى كيليفيش لفترة أطول من الذكور. لذلك يشتبه العلماء في وجود آلية بيولوجية مماثلة يمكن أن تؤثر على فجوة العمر لدى البشر والأنواع الأخرى أيضا.
وقال البروفيسور تورو إيشيتاني، كبير مؤلفي الدراسة في جامعة أوساكا: "إن عملية الشيخوخة لدى أسماك كيليفيش مماثلة لتلك الموجودة لدى البشر، لذلك لا أعتقد أن البشر بالضرورة أكثر تعقيدا. أعتقد أن هذا البحث سيكون بمثابة نقطة انطلاق لفهم السيطرة على الشيخوخة لدى البشر".
وعلى الصعيد العالمي، تعيش النساء في المتوسط نحو 5% أطول من الرجال. وتساهم عوامل عديدة في هذا التفاوت، حيث يكون الشباب أكثر عرضة للوفاة في الحوادث أو من خلال الانتحار، وغالبا ما تتبع النساء أنماط حياة أكثر صحة. ولكن هذا التفاوت يظهر في الأنواع الأخرى أيضا، حيث تميل إناث القردة العليا وقرود العالم القديم إلى العيش عمرا أطول من نظرائها الذكور.
وبالنسبة للبشر، يختلف حجم الفجوة في متوسط العمر المتوقع بشكل كبير بين البلدان.
وقال إيشيتاني إن وجود الحيوانات المنوية أو البويضات كان أحد أكثر الاختلافات وضوحا بين الذكور والإناث، لذا فمن المنطقي التحقق مما إذا كان لهما تأثير على العمر أم لا. وفي سلسلة من التجارب، أظهر فريقه أن تعطيل إنتاج الخلايا الجرثومية، التي تتطور إلى حيوانات منوية أو بويضات، أدى إلى ذكور أطول عمرا، وماتت الإناث في سن أصغر من المعتاد، ما أدى بشكل أساسي إلى سد فجوة العمر.
ويوضح إيشيتاني: "كنا نتوقع أن إزالة الخلايا الجرثومية من شأنها إطالة عمر الذكور والإناث على حد سواء، لكنها تطيل عمر الذكور فقط وتقصر عمر الإناث. لقد كان الأمر غير متوقع، لكننا أدركنا أن هذا الاكتشاف قد يسلط الضوء على الاختلافات بين الجنسين في العمر".
واستنادا إلى النتائج التي نشرتها مجلة Science Advances، فإن إناث أسماك كيليفيش التي لا تحتوي على خلايا جرثومية كان لديها كمية أقل من هرمون الإستروجين والمزيد من إشارات عامل النمو، ما يؤدي إلى مشاكل صحية وتسارع النمو. وعلى العكس من ذلك، أظهرت ذكور كيليفيش تحسنا في الصحة وزيادة في إنتاج "فيتامين د" في أكبادهم. ويشير هذا إلى أن "فيتامين د" قد يعزز طول العمر، ما يؤدي إلى إجراء المزيد من الاختبارات باستخدام المكملات الغذائية.
ومن غير الواضح ما إذا كانت الحيوانات المنوية تخفض متوسط العمر المتوقع للرجال، لكن الباحثين قالوا إن هناك بعض الأدلة التي تدعم الفكرة.
وخلصت الدراسة إلى أن اكتشاف أن الخلايا الجرثومية تؤثر على طول العمر بشكل مختلف لدى الذكور والإناث يمكن أن يساعد في كشف الروابط بين التكاثر والشيخوخة وطول العمر.