أسرار عشق المصريين القدماء للقطط
حب المصريين القدماء للقطط
كان المصريون القدماء معروفين بشغفهم الكبير للقطط، حيث تجد التحف التي تحمل طابع هذه المخلوقات العظيمة في كل مكان. من التماثيل الضخمة التي تزين المعابد إلى المجوهرات المعقدة التي كانت تُستخدم في الحياة اليومية، كل ذلك يكشف عن مكانة القطط الرفيعة في تلك الحضارة العريقة. ومع ذلك، لا يمكن إغفال أهمية القطط الأليفة، حيث أن المصريين قاموا بإنشاء أول مقبرة معروفة للحيوانات الأليفة، والتي تعود إلى حوالي 2000 عام، وتحتوي على قطط محنطة ترتدي أطواقًا مزخرفة من الحديد والخرز.
الدم الفاسد الحلقة 3
أسباب التقدير الرفيع للقطط
فما الذي جعل القطط تحتل هذه المكانة المرموقة في مصر القديمة؟ وفقًا للمؤرخ اليوناني القديم هيرودوت، كان المصريون يحلقون حواجبهم كعلامة على الاحترام عند فقدان قطة من العائلة. يعود جزء كبير من هذا التقدير إلى الاعتقاد بأن الآلهة والحكام المصريين كانوا يتمتعون بصفات تشبه القطط، مما جعلها مخلوقات ذات طبيعة خاصة.
ازدواجية المزاج
كان يُنظر إلى القطط على أنها تجمع بين حلاوة الإخلاص والجرأة، حيث يمكن أن تكون مخلصة في بعض الأحيان، وفي أوقات أخرى، عدوانية ومستقلة. هذه الازدواجية جعلت المصريين يرون فيها شيئًا مميزًا يستحق العناية والاهتمام، مما يفسر بناء تماثيل رائعة تمثل هذه الكائنات.
الرموز الإلهية والقطط
يعتبر تمثال أبو الهول الشهير في الجيزة أحد أبرز هذه الرموز، على الرغم من أن المؤرخين لا يزالون غير متأكدين من الدوافع وراء نحت هذا التمثال الضخم. ومن جهة أخرى، كانت الإلهة سخمت تُصوَّر برأس أسد على جسد امرأة، حيث كانت تُعتبر حامية خاصة خلال لحظات الانتقال. ولم تكن هذه الإلهة الوحيدة المرتبطة بالقطط، بل أيضًا الإلهة باستيت، التي تمثل الرعاية والحنان، وغالبًا ما كانت تُصوَّر على شكل قطة.
القطط كصيادين
وفي إطار آخر، كانت القطط تُقدَّر بشكل كبير لقدرتها على صيد الفئران والثعابين، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية. بل إن المصريين القدماء كانوا يطلقون أسماء القطط على أطفالهم، مثل اسم "ميت" الذي يعني قطة في اللغة المصرية القديمة. ورغم أن تاريخ ظهور القطط المستأنسة في مصر لا يزال غير واضح، إلا أن علماء الآثار عثروا على مدافن صغيرة للقطط تعود إلى عام 3800 قبل الميلاد.
الوجه الآخر لعشق القطط
لكن، لم يكن كل شيء ورديًا في علاقة المصريين القدماء بالقطط. فقد أظهرت الأبحاث أن هناك جانبًا أكثر قسوة في هذا الهوس. يُحتمل أن المصريين قد قاموا بتربية ملايين القطط الصغيرة لقتلها وتحنيطها، ليتم دفنها بجانب أصحابها. وبحسب دراسة حديثة، أظهرت الأشعة السينية أن إحدى القطط المحنطة كانت أصغر بكثير مما كان متوقعًا، حيث تبين أنها كانت في عمر أقل من 5 أشهر عندما تم قتلها.
الطقوس والتضحية
قال الباحث ريتشارد جونستون: "كانت تلك ممارسة شائعة، حيث تم تربية القطط لهذا الغرض، وكانت هناك مزارع مخصصة لهذا الأمر." كانت العديد من هذه المخلوقات تُقدَّم كأضاحي للآلهة، وكان ذلك جزءًا من طقوس لاسترضاء الآلهة أو طلب المساعدة. ومع ذلك، يبقى السؤال: لماذا كانت رغبة الناس في شراء القطط لدفنها معهم؟ يبدو أن هناك خطًا رفيعًا بين التبجيل والولع.
المصدر: Live Science