احتفال متحف شرم الشيخ بيوم العلم المصري
احتفال متحف شرم الشيخ بيوم العلم المصري
في أجواء مفعمة بالتاريخ والتراث، احتفلت إدارة متحف شرم الشيخ بيوم العلم المصري، حيث استعرضت مجموعة من المقتنيات التي تلقي الضوء على فن التحنيط، هذا الفن الذي يعكس عبقرية المصريين القدماء. من بين المعروضات، كان هناك الأواني الكانوبية المقدسة التي كانت تُستخدم لحفظ الأعضاء الداخلية، بالإضافة إلى تماثيل الإله أنوبيس، الذي يُعتبر رمزًا لهذا الفن.
تجربة فريدة للزوار
أوضحت إدارة المتحف أن هذه المعروضات ليست مجرد قطع أثرية، بل إنها تقدم تجربة فريدة للزوار، تساعدهم على فهم عميق لفن التحنيط ودلالاته. فالمصريون القدماء لم يبرعوا فقط في هذا الفن، بل أظهروا أيضًا إيمانًا عميقًا بالحياة الأبدية، مما يعكس تعدد مجالات العلوم التي أبدعوا فيها، مثل الفلك والحساب والطب والهندسة.
التحنيط: بين العلم والدين
يوم العلم المصري يسلط الضوء على علم التحنيط كأحد أعظم إنجازات الحضارة المصرية القديمة. فبالإضافة إلى كونه فنًا علميًا، فهو يحمل أبعادًا دينية تعكس فهم المصريين القدماء لمفهوم الخلود. كان الهدف الرئيسي من التحنيط هو الحفاظ على الجسد ليكون جاهزًا لعودة الروح "الكا" إلى عالم الأموات، وهي فكرة مركزية في العقيدة المصرية القديمة.
تطور فن التحنيط عبر العصور
بدأ التحنيط في مصر منذ عصر ما قبل الأسرات، حيث كان يعتمد على دفن الجثث في الرمال الجافة للصحراء، مما ساعد على تجفيف الجسد بشكل طبيعي. ومع مرور الزمن، تطور هذا الأسلوب ليصبح علمًا متقدمًا خلال عصر الدولة القديمة والدولة الحديثة، حيث بلغ التحنيط ذروته.
حب زواج طلاق الحلقة 5
الأساليب المستخدمة في التحنيط
كان المحنطون يتبعون خطوات دقيقة في عملية التحنيط، بدءًا من استخراج الأعضاء الداخلية عبر شق صغير في الجانب الأيسر من البطن، ثم إزالة المخ باستخدام أدوات خاصة عبر الأنف. بعد ذلك، يتم تجفيف الأعضاء بملح النطرون لمنعها من التحلل، ويملأ الجسد بمواد مثل الكتان المعطر والراتنج ونشارة الخشب للحفاظ على شكله الطبيعي. يتم لف الجثة بعناية باستخدام أشرطة من الكتان، مع وضع التعاويذ والتمائم بين الطبقات لتوفير الحماية الروحية، ثم توضع المومياء داخل تابوت خاص بها.
التحنيط والمعبود أنوبيس
كان التحنيط جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الجنائزية، حيث اعتقد المصريون أن الحفاظ على الجسد يضمن حياة أبدية في العالم الآخر. لذا، ارتبط التحنيط ارتباطًا وثيقًا بالمعبود أنوبيس، إله التحنيط والموتى، الذي كان يُصور دائمًا في هيئة رجل برأس ابن آوى. يكشف هذا الفن عن فهم متقدم لعلم التشريح والكيمياء، مما يجعله أحد أعظم إنجازات المصريين القدماء، ورغم مرور آلاف السنين، لا يزال التحنيط يثير دهشة العلماء حتى يومنا هذا.