تصعيد حاد: حزب الله يستهدف تل أبيب
تصعيد خطير في الصراع
في فجر يوم الأربعاء الماضي، شنّ حزب الله هجومًا صاروخيًا على ضواحي تل أبيب، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة. جاء هذا التصعيد بعد إعلان الجماعة استهداف مقر قيادة المخابرات الإسرائيلية المعروف باسم "الموساد".
الضربة الاستراتيجية
في بيان رسمي، أفاد حزب الله أن القصف استهدف المقر الذي يُعتقد أنه مسؤول عن اغتيال القادة، بالإضافة إلى تفجيرات البيجرز وأجهزة اللاسلكي. من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أن نظام الدفاع الجوي تمكن من اعتراض صاروخٍ باليستي متوسط المدى أُطلق من لبنان باتجاه تل أبيب، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه الجماعة المدينة الكبرى.
صاروخ "قادر 1": السلاح الجديد
الضربة تمت باستخدام صاروخ جديد يُعرف باسم "قادر 1"، وهو نسخة محسّنة من صاروخ "شهاب-3" الباليستي، الذي لم يكن معروفًا سابقًا أن حزب الله يمتلكه. يوضح خبير الأسلحة البريطاني هاميش دي بريتون جوردون أن حزب الله يملك عددًا محدودًا من هذه الصواريخ، التي تم تقديمها له من قبل إيران.
وأضاف جوردون أن هذه الخطوة تُعتبر تصعيدًا، رغم أن حزب الله لا يمتلك كمية كبيرة من الصواريخ الدقيقة، مما يجعله يحاول استخدام كل ما لديه لإلحاق الأذى بالإسرائيليين. يُذكر أن الصاروخ مزود برأس حربي يزن بين 700 و1000 كيلوغرام، ويتميز بدقته العالية عند استهداف الأهداف السطحية.
أفادت السلطات الإسرائيلية بوقوع أضرار جسيمة في الممتلكات نتيجة للهجمات الصاروخية، حيث تم إطلاق نحو أربعين صاروخًا على منطقة صفد شمال إسرائيل.
أنا بنت أبي الحلقة 120
رشقات صاروخية متعددة
تأتي هذه الضربات بعد يومين من قصف آخر شنه حزب الله، حيث استهدفت عدة مناطق في الجليل الأعلى والأسفل، بالإضافة إلى جنوب شرق حيفا وعكا.
استهدفت الضربات منشآت استراتيجية مهمة، بما في ذلك قاعدة جوية ومواقع تصنيع الأسلحة. وقد اعتبر الخبراء هذا التطور بمثابة تحول استراتيجي في الصراع بين حزب الله وإسرائيل، حيث تظهر هذه الضربات القدرات العسكرية المتزايدة لحزب الله.
استهداف القواعد العسكرية
قصفت صواريخ حزب الله قاعدة رامات دافيد الجوية، التي تقع على بعد حوالي 50 كم من الحدود اللبنانية. في يوليو الماضي، نشر حزب الله مقطع فيديو يظهر لقطات بطائرة مسيرة للقاعدة، مما يدل على أن القاعدة كانت هدفًا معروفًا للجماعة.
كما أعلن حزب الله أنه استهدف بعشرات الصواريخ المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي، وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل، بالإضافة إلى مخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد. ويُعتبر هذا الهجوم هو الثاني على المجمع العسكري الإسرائيلي منذ بداية المواجهات في 8 أكتوبر الماضي.
تطورات جديدة في الصراع
أكد أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن الجيش رصد سقوط أكثر من مئة صاروخ أُطلقت من لبنان، حيث سقط بعضها بالقرب من مدينة حيفا.
أظهرت العديد من الفيديوهات، التي تم التحقق من صحتها، مواقع الانفجارات، بما في ذلك حريق في مبنى وسيارات في كريات بياليك شمال إسرائيل.
استهداف المناطق المدنية
لم تقتصر هجمات حزب الله على الأهداف العسكرية فحسب، بل امتدت أيضًا لتشمل المناطق المدنية، حيث أشار جهاز الإسعاف الإسرائيلي إلى إصابة ثمانية أشخاص بشظايا نتيجة للصواريخ.
صواريخ "فادي": سلاح جديد في المعركة
أعلن حزب الله أنه أطلق عشرات الصواريخ من نوعين يُطلق عليهما "فادي 1" و"فادي 2"، بالإضافة إلى كاتيوشا، مما يُعتبر أعمق هجماته الصاروخية حتى الآن داخل إسرائيل.
صواريخ "فادي 1" و"فادي 2" هما صواريخ تكتيكية تُستخدم في القصف الواسع. يتميز "فادي 1" برأس متفجر يزن 83 كيلوغرامًا، ويصل مداه إلى نحو 70 كم، بينما "فادي 2" يحمل رأسًا شديد الانفجار بوزن 170 كيلوغرامًا ومداه يصل إلى 100 كم.
كما ذكر حزب الله أن الصاروخين دخلا الخدمة في عام 2006 خلال حرب يوليو، وتم تسميتهما تكريمًا لاسم "فادي حسن طويل"، أحد عناصر الحزب الذي قُتل في عمليات عسكرية سابقة.
الحياة في حيفا بعد الهجمات
أدى القصف على مدينة حيفا إلى تعطيل الحياة اليومية، حيث أغلقت العديد من المقاهي والمطاعم، وانتقل التعليم في المدارس إلى النظام عن بعد. كما توقفت الأعمال في الشركات التي لا تحتوي على ملاجئ، بينما انتقلت بعض الشركات إلى العمل من المنازل.
مستشفى "رمبام"، أكبر مستشفى في شمال إسرائيل، انتقل للعمل في مواقف السيارات تحت الأرض، وتم تجهيزها مسبقًا لمثل هذه الظروف. كما شهد ميناء حيفا تباطؤًا كبيرًا في حركة الملاحة بسبب المخاوف من التعرض للهجمات.
يبدو أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله قد دخل مرحلة جديدة، حيث تستمر الهجمات المتبادلة وتستعد الأطراف لمواجهة طويلة في المستقبل.