الشيشة.. لماذا زادت مبيعات المعسل مع ارتفاع

كتب- عبدالله عويس:

قبل عام 2020، كان محمود عبد الرحمن يدخن الشيشة (النرجيلة)، حتى جاء فيروس كورونا، فأغلقت المقاهي، وحين عادت للعمل جرى حظر الشيشة لما يمكن أن تسببه في زيادة أعداد الإصابات، حينها قرر الشاب تجربة السجائر حتى بات مدخنا لها، ومع ارتفاع مستمر في أسعارها، قرر العودة من جديد إلى تدخين الشيشة.

ورغم أن تدخين الشيشة أو السجائر ضار بالصحة، كما توضح علب السجائر وعلب المعسل المستخدم في الشيشة، إلا أن النرجيلة بالنسبة للشاب ذو الـ34 عاما، أرخص وأفضل بالنسبة له، بعد ارتفاع متزايد في أسعار السجائر، باتت معه علبة السجائر التي يدخنها بـ70 جنيها، ويستهلك يوميا علبة أو علبة ونصف العلبة «كنت بالأساس أدخن الشيشة، مع كورونا اتجهت للسجائر كونها أكثر أمانا، لكن ارتفاع أسعار السجائر أعادني للشيشة مرة أخرى».

يعيش محمود في منطقة الوراق، بمحافظة الجيزة، وتتراوح أسعار حجر الشيشة بين 5 إلى 10 جنيهات في محيطه، بحسب المقهى والخدمات المقدمة، لكنها عادة ما تكون بـ5 جنيهات في مقهى شعبي إلى جوار بيته، ويدخن فيها 3 أحجار نهاية كل يوم بعد عودته من عمله وحجرين أثناء عمله، ما يعني 25 جنيها في اليوم، وقد تزيد إلى 50 جنيها إذا غير المكان، أو اضطر لتدخينها بعيدا عن المقهى القريب من منزله.

«كنت أدفع يوميا نحو 100 جنيه للسجائر، أدخن سجائر إل آند إم أحمر ووصلت إلى 70 جنيها، ومع علبة ونصف تقريبا قد يصل الأمر لـ100 جنيه في اليوم» يحكي الشاب الذي حاول تقليل عدد السجائر التي يدخنها يوميا لكنه لم يستطع فعل الأمر، فقرر العودة للشيشة من جديد، إلى جانب تقليل عدد السجائر لتظل في نطاق علبة، فيما يحاول تلك الفترة الإقلاع عن التدخين تماما.

يقول مجدي إبراهيم، وهو صاحب مقهى شعبي في وسط القاهرة، إن سعر حجر الشيشة لديه «سلوم وقص» بـ7 جنيهات لزبائن المكان، ولاحظ زيادة في زبائن الشيشة في الأيام الماضية، لكنها ليست بشكل كبير بحسب الرجل الذي يعمل في المقهى منذ 9 سنوات «قد تساعد الشيشة على تقليل كميات السجائر التي يستهلكها الشخص، بحسب ما يتحدث معي الزبائن، لكن القليل من قرر التخلي تماما عن السجائر».

وإن كان محمود قد قرر التخلي عن بعض ما يدخنه من السجائر، فإن نور علي، قرر الابتعاد تماما عن تدخين السجائر بعد سنوات طويلة حاول فيها التخلي عنها دون جدوى «مرتبي 5 آلاف جنيه ونصف الألف، أشتري يوميا علبة سجائر كليوباترا بـ60 جنيها، أي 1800 جنيه شهريا، في حين أن السعر الرسمي للعلبة باستهلاك شهري 720 جنيها».

على مجموعة تدعوا للتوقف عن التدخين على موقع فيسبوك، كان عشرات يدونون قرارهم بالتوقف عن التدخين، طالبين من بعضهم البعض النصيحة والتشجيع، وكانت الأسباب للتوقف مختلفة، ما بين شؤون صحية، أو توفير مبالغ السجائر، لكن السبب الأبرز خلال الآونة الأخيرة تلك الزيادة في سعر السجائر التي باتت مضاعفة وبشكل يعتبره مسؤولون غير مبرر أو منطفي، باتت معه سجائر كليوباترا، السيجارة الشعبية الأرخص بـ70 جنيها في بعض الأحوال، حين تباع بـ«الفرط» (الواحدة بـ3 جنيهات ونصف).

دون محمد السيد، أنه توقف عن التدخين منذ 20 يوما، بسبب زيادات السجائر المتتالية والمرتفعة، لكنه مؤخرا اتجه لتدخين الشيشة، حين جلس مع مجموعة من أصدقائه على مقهى، وقرر لأول مرة تدخينها، ليتوقف تماما عن تدخين السجائر لكنه بات أكثر إقبالا على الشيشة. وهي تعليقات مشابهة لآخرين، فيما كان أعضاء مجهولين يشيرون إلى أنهم باتوا يشترون عددا محدودا من السجائر، بسبب الزيادات، طالبين النصيحة للتوقف عنها نهائيا.

وفي تصريح لمصراوي، قال إبراهيم إمبابي، إن مبيعات المعسل شهدت ارتفاعا خلال الفترة الماضية مع الزيادة المطردة في أسعار السجائر، ورغم نشاط المبيعات الخاصة بالمعسل في الفترة الأخيرة، إلا أن السعر لم يتغير في الأسواق. وبحسب آخر زيادة في أسعار المعسل، فإن الكيلو يصل إلى 110 جنيهات باختلاف النوع.