-

أرض الصومال: التاريخ والجغرافيا والسياسة

أرض الصومال: التاريخ والجغرافيا والسياسة
(اخر تعديل 2025-03-20 14:16:58 )
بواسطة

في شهر يناير الماضي، كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رؤية مثيرة للجدل تتعلق بإنهاء الصراع في غزة وحلحلة القضية الفلسطينية. اقتراحه الذي تضمن ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن قوبل برفض واسع من العالم العربي والدولي، حيث اعتُبر بمثابة تطهير عرقي يتنافى مع حقوق الإنسان. لكن على الرغم من هذا الرفض، واصلت واشنطن بالتعاون مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي بحث سبل إيجاد "وطن بديل" للفلسطينيين، مع العلم أن مصر والأردن قد رفضا هذه الفكرة وطرحتا بدلاً منها خطة "عربية" تهدف لإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة دون الحاجة إلى تهجير السكان.

في إطار هذه الجهود، حددت الولايات المتحدة ثلاث وجهات محتملة في أفريقيا لاستقبال الفلسطينيين، وهي السودان والصومال وأرض الصومال. ومع ذلك، فقد أعلن السودان بوضوح رفضه القاطع لهذه الفكرة، بينما أفادت مقديشو بأنها لم تتلق أي اتصالات بهذا الشأن، وفقاً لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

أما بالنسبة لأرض الصومال، فقد صرح وزير خارجية إقليم أرض الصومال، عبد الرحمن طاهر آدم، بأن حكومته منفتحة على مناقشة إمكانية استقبال سكان غزة، شريطة الاعتراف باستقلال "صوماليلاند" كدولة ذات سيادة. منذ زمن بعيد، تسعى أرض الصومال للاعتراف الدولي كدولة مستقلة عن الصومال، فما هي إذن تفاصيل هذه المنطقة؟

الجغرافيا والموقع

تقع أرض الصومال في منطقة القرن الأفريقي، شمال غرب دولة الصومال، وتبلغ مساحتها حوالي 176,119 كيلومتراً مربعاً. يحدها من الشمال الغربي دولة جيبوتي، ومن الشرق إقليم بونتلاند الصومالي، ومن الجنوب والغرب إثيوبيا، بينما تطل من الشمال على خليج عدن. تتمتع أرض الصومال بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، حيث تبرز على الشاطئ الجنوبي لخليج عدن، بالقرب من أحد أكثر الطرق التجارية ازدحاماً في العالم، عند مدخل مضيق باب المندب.

تمتد سواحل أرض الصومال على طول 740 كيلومتراً، وتحتوي على سلاسل جبلية يصل ارتفاع بعضها إلى 7,000 قدم فوق مستوى سطح البحر. تعد مدينة هرجيسا، عاصمة الإقليم، أكبر مدينة في المنطقة، ويُقدر عدد سكانها بحوالي 650,000 نسمة وفقاً للتقديرات غير الرسمية.

تأسست أرض الصومال عام 1860 على يد الشيخ مدار، أحد قادة الطريقة القادرية، وتولى البريطانيون إدارة الإقليم في عام 1942، حيث كان يُعتبر مركزاً مهماً على طريق القوافل بين أوجادين وساحل خليج عدن. يبلغ عدد سكان الإقليم الانفصالي نحو 5.7 مليون نسمة، يعتنق معظمهم الدين الإسلامي، ويتحدثون العربية والصومالية والإنجليزية.

التاريخ والنشأة

مرت أرض الصومال بتحديات كبيرة، خاصة بعد اندلاع الحرب الأهلية في الصومال. تاريخها مليء بالأحداث، حيث خضعت لحكم عدد من السلطنات منذ دخول الإسلام في القرن السابع الميلادي. وفي القرن التاسع عشر، تنافست القوى الأوروبية الكبرى على السيطرة على الصومال، مما أدى إلى خضوع معظم أراضيه للسيطرة الإيطالية، بينما استحوذ البريطانيون على الجزء الشمالي الغربي المعروف حالياً بأرض الصومال.

بعد ستة عقود من الاستعمار، نال الصومال استقلاله وتم التوافق على دمج الأراضي الإيطالية مع البريطانية لتشكيل "جمهورية الصومال المتحدة". ولكن لم تدم الاستقرار طويلاً، حيث شهدت البلاد انقلاباً عسكرياً بقيادة محمد سياد بري بعد اغتيال الرئيس المنتخب عبد الرشيد شارماركي، مما أدى إلى إعلان الصومال دولة اشتراكية.

على مدى 22 عاماً من حكم بري، عانت البلاد من الصراعات والتمردات، حتى تم الإطاحة به في عام 1991، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية استمرت لسنوات طويلة. في نفس السنة، أعلن الجزء الشمالي عن استقلاله عن الصومال، ليظهر ما يُعرف بـ "جمهورية صوماليلاند (أرض الصومال)"، التي لم تحظ باعتراف دولي حتى يومنا هذا.


رامز إيلون مصر الحلقة 20