فول الصويا ودوره في الوقاية من السرطان

فول الصويا: قوة غذائية في محاربة السرطان

تعد بعض الأطعمة المشتركة، ولا سيما تلك التي يتم تناولها بكثرة في أنظمة التغذية الآسيوية، عوامل قد تساهم في تقليل فرص الإصابة بالسرطان. ومن بين هذه الأطعمة، يبرز فول الصويا كأحد العناصر الغذائية التي حظيت باهتمام متزايد بفضل ما يُعتقد أنه يمتلكه من فوائد صحية مدهشة.

فوائد فول الصويا الصحية

يتميز فول الصويا بقيمته الغذائية العالية، حيث يُعتبر مصدراً غنياً بالبروتين، مما يعزز من صحة العضلات ويعمل على دعمها. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي على نسبة مرتفعة من الألياف التي تدعم عملية الهضم. علاوة على ذلك، يمدّ الجسم بعدد كبير من الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل المنغنيز، الحديد، الفوسفور، وفيتامينات B، K، والزنك، البوتاسيوم، المغنيسيوم، وحمض الفوليك.

التقليل من خطر الإصابة بالسرطان

تشير الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من فول الصويا قد يُقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 10%. أما الكميات المعتدلة فقد تؤدي إلى تقليل هذا الخطر بنسبة 4%. وتوضح أبحاث أخرى أن الانخفاض الملحوظ في معدلات الإصابة بسرطان الثدي والبروستات في دول مثل اليابان والصين مقارنة بالدول الغربية قد يكون مرتبطًا بالنظام الغذائي التقليدي الذي يعتمد بشكل أساسي على منتجات الصويا.

الإيزوفلافونات وتأثيرها على الصحة

يحتوي فول الصويا على مركبات نباتية تُعرف بالإيزوفلافونات، التي تشبه كيميائيًا هرمون الإستروجين. عند استهلاكها، يمكن أن ترتبط هذه المركبات بمستقبلات الإستروجين في الجسم، مما قد يؤدي إلى تأثيرات صحية إيجابية. ومع ذلك، ليست جميع الأجسام تستفيد من هذه المركبات بنفس القدر.

تفاوت الاستفادة من الإيزوفلافونات

تظهر الأبحاث أن قدرة الجسم على امتصاص الإيزوفلافونات تعتمد على نوع الميكروبات المعوية. يُعتقد أن حوالي 30% إلى 50% فقط من الأفراد يمتلكون البكتيريا القادرة على تكسير هذه المركبات. ويُعتبر النباتيون وسكان شرق آسيا أكثر قدرة على تحقيق هذا الامتصاص.

تحذيرات حول استهلاك فول الصويا

على الرغم من فوائده المتعددة، إلا أن فول الصويا قد لا يكون مناسبًا للجميع. إذ يمكن أن يُسبب ردود فعل تحسسية خطيرة لدى بعض الأفراد، مما يستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا. بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن استهلاك فول الصويا قد يؤثر على وظائف الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى أعراض مثل التعب والإمساك، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الغدة الدرقية.

النصيحة الطبية

لذا، يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في النظام الغذائي، خاصة إذا كنت تعاني من أي حالات صحية سابقة أو حساسية تجاه بعض الأطعمة.
حكيم باشا الحلقة 19