عوامل خطر السكتة الدماغية لدى النساء
تُعتبر السكتة الدماغية من الحالات الصحية الخطيرة التي تؤثر بشكل كبير على حياة الأفراد، حيث تحدث عندما يتوقف تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى حرمان خلايا الدماغ من الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية. وللأسف، فإن خلايا الدماغ تبدأ في الموت خلال دقائق معدودة من انقطاع الدم، مما يجعل الاستجابة السريعة أمرًا بالغ الأهمية.
تشير الدراسات إلى أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن متوسط عمر النساء أطول. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر العوامل البيولوجية والهرمونية بشكل كبير على صحة الدماغ خلال فترة الإنجاب، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
تسمم الحمل
تعتبر حالة تسمم الحمل من العوامل المهمة التي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. يوضح الخبراء، مثل طبيبة النساء البريطانية سيوبان ماكليرنون، أن ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، والذي يمكن أن يتطور إلى تسمم الحمل، يشكل تهديدًا حقيقيًا. تبدأ هذه الحالة عادة بعد 20 أسبوعًا من الحمل وتتميز بارتفاع ضغط الدم وظهور علامات تدل على تلف الأعضاء، وخاصة الكلى.
يُعد ارتفاع ضغط الدم، سواء كان موجودًا قبل الحمل أو نتيجة لتسمم الحمل، من أكبر الأعداء للأوعية الدموية، بما في ذلك الأوعية الدقيقة التي تغذي الدماغ، مما يزيد من خطر السكتة الدماغية.
التدخين
يُعتبر التدخين أحد أقوى عوامل الخطر القابلة للتعديل للسكتة الدماغية. وعندما يتم دمجه مع هرمون الإستروجين الموجود في موانع الحمل، فإنه يتسبب في ضرر مضاعف للأوعية الدموية. تُعرف حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجسترون فقط أحيانًا باسم "الحبة الصغيرة". وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 248 مليون امرأة حول العالم يستخدمون موانع الحمل الهرمونية.
سيوف العرب الحلقة 11
انقطاع الطمث
خلال مرحلة انقطاع الطمث، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين، الذي يلعب دورًا أساسيًا في حماية جدران الأوعية الدموية ودعم مستويات الكوليسترول الصحية. وعندما تنخفض مستويات هذا الهرمون، تصبح الأوعية الدموية أكثر عرضة للتصلب والتلف، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
يُستخدم العلاج بالهرمونات البديلة أحيانًا لتخفيف أعراض انقطاع الطمث، ولكن يجب الانتباه إلى أن بعض أشكال العلاج الهرموني البديل، خاصة تلك التي تحتوي على الإستروجين، قد ترتبط بزيادة طفيفة في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، خصوصًا لدى النساء الأكبر سنًا أو اللواتي يبدأن العلاج بعد سنوات عديدة من انقطاع الطمث.
الصداع النصفي
تُظهر الدراسات أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي، وخاصةً الأنواع المصحوبة بهالة. يرتبط هذا النوع من الصداع النصفي باضطرابات مؤقتة في تدفق الدم في الدماغ، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
أمراض المناعة الذاتية
تشمل الأمراض المناعية الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، والتي تعد أكثر شيوعًا بين النساء. تؤدي هذه الأمراض إلى التهاب مزمن يسهم في تضييق الأوعية الدموية وإضعافها، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية.
