صلاة التراويح وأفضل طرق أدائها

صلاة التراويح: مفهومها وأفضل طرق أدائها

في إطار الحديث عن شعائر شهر رمضان المبارك، تأتي صلاة التراويح كواحدة من أبرز العبادات التي يحرص المسلمون على أدائها. وقد أكد الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، أن صلاة التراويح ليس هناك عدد محدد من الركعات لها، حيث يمكن أداؤها بركعتين فقط. وهذا ما يبرز مرونة الدين الإسلامي في التعامل مع العبادات.

التراويح كنافلة من قيام الليل

أوضح الدكتور قابيل أن صلاة التراويح تُعتبر من قيام الليل، وهو نوع من النوافل التي لا تشترط عددًا معينًا من الركعات. واستشهد بقول الله تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ﴾ (الإسراء: 79). كما أشار إلى حديث ابن عمر رضي الله عنهما بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى". (متفق عليه).

أفضلية أداء التراويح في البيت

وفي سياق حديثه، أضاف الدكتور قابيل أن أداء صلاة التراويح في البيت قد يكون أفضل، خاصة لمن يجد في بيته خشوعًا أكبر. وقد استشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة". (رواه البخاري ومسلم).

عدم تحديد عدد الركعات

ولفت الدكتور قابيل إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤدي التراويح في منزله، وعندما اجتمع الناس لأداء الصلاة معه، امتنع عن الخروج حتى لا تُفرض عليهم. وهذا يدل على أن أداء التراويح في المنزل هو خيار مشروع، بل قد يكون أفضل في بعض الحالات. كما أن الفقهاء لم يتفقوا على عدد محدد لصلاة التراويح، حيث روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة". (متفق عليه).

الرؤية الفقهية حول التراويح

أما بالنسبة للمذاهب الأربعة، فقد اتفقت على أن صلاة التراويح هي سنة مؤكدة، ولكن لم تشترط عددًا معينًا. حيث يرى الإمام النووي أن "أقلها ركعتان وأكثرها بلا حد." وهذا يؤكد أن الهدف من صلاة التراويح هو التدبر والخشوع، وليس مجرد زيادة عدد الركعات. فالخشوع هو الطريق إلى المغفرة في رمضان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".

تيسير العبادة في الإسلام

وفي الختام، أكد الدكتور قابيل أن أداء التراويح في المنزل يعد خيارًا مشروعًا، خاصة إذا كان ذلك يساعد على تحقيق الخشوع والتدبر. فالإسلام دين يسر، والعبادة تقوم على التيسير وليس المشقة، مما يجعل من المهم أن نبحث عن الطرق التي تساعدنا على التواصل مع الله في هذا الشهر الفضيل.

مقالات ذات صلة

طالع:
نشرة الفتاوى| حكم قضاء الصلاة عن المتوفى والطلاق عن طريق الهاتف وأحكام مهمة يوضحها المفتي

اقرأ أيضًا:
من أين يبدأ المسافر في الأخذ بِرُخص السفر في الفطر وقصر الصلاة؟.. مجدي عاشور يجيب

هل النظر لإمرأة غير محتشمة يعتبر زنا بالمعنى الحرفي؟.. علي جمعة يوضح
شراب التوت الحلقة 93