ورقة المعبر.. كيف تحاول إسرائيل ابتزاز مصر لفرض
كتب- مصراوي
منذ بداية العدوان على غزة، وتحاول إسرائيل بشتى الطرق ابتزاز الدولة المصرية عن طريق استخدام ورقة معبر رفح، لكن في كل مرة تفشل تل أبيب في محاولتها والتي كان آخرها ما تحدث به وزير خارجيتها، بأنّ أمر دخول المساعدات الإنسانية لغزة هو في أيدي القاهرة وحدها، متنصلًا من المسؤولية الكبرى بالرغم من احتلاله المعبر من الجانب الفلسطيني.
وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، زعم في تصريحات له أنّ الأمر متروك لمصر لإعادة فتح معبر رفح والسماح بدخول الإغاثة الإنسانية إلى قطاع غزة، ما دفع القاهرة إلى التنديد بما وصفته بمحاولة لتحويل اللوم عن عرقلة عمليات تسليم المساعدات، والتي تقوم بها تل أبيب دائمًا.
وزير الخارجية الإسرائيلي ذكر أيضًا إنه تحدث مع نظيريه البريطاني والألماني بشأن الحاجة إلى إقناع مصر بإعادة فتح معبر رفح مضيفا أنه سيتحدث أيضا مع وزير الخارجية الإيطالي في وقت لاحق لنفس الأمر، دون التطرق إلى أنّ جيش الاحتلال هو المتواجد حاليا بالجانب الفلسطيني من المعبر.
ادعاءات إسرائيل قابلتها مصر بردود قوية وسريعة، فخرجت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها لتؤكد على أن إسرائيل وحدها المسؤولة عن الأزمة الإنسانية في غزة، وأن العمليات العسكرية الإسرائيلية حول رفح هي السبب الرئيسي لمنع المساعدات من دخول القطاع المحاصر.
مصر أكدت أيضًا على أنّ المعبر ظل مفتوحًا من جانبها طوال أمد الحرب الآخيرة، والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، إضافة إلى أنّ القاهرة كانت الوسيط الأهم في محادثات وقف إطلاق النار المتوقفة، لكن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب توترت بشكل أكبر منذ سيطرة الاحتلال على المعبر في السابع من مايو الحالي.
السيطرة الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، والعمليات العسكرية الإسرائيلية في محيط المعبر، وما تؤدي إليه من تعريض حياة العاملين في مجال الإغاثة وسائقي الشاحنات لمخاطر محدقة، هي السبب الرئيسي في عدم القدرة على إدخال المساعدات من المعبر، وفقا لما ذكرته الخارجية المصرية الثلاثاء.
واستنكرت الدولة المصرية أيضًا على لسان وزير خارجيتها بشدة، محاولات الجانب الإسرائيلي اليائسة تحميل مصر المسؤولية عن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يواجهها قطاع غزة، والتي هي نتاج مباشر للاعتداءات الإسرائيلية العشوائية ضد الفلسطينيين لأكثر من سبعة أشهر.
فيما نقلت القاهرة الإخبارية، عن مصدر رفيع المستوى قوله إن مصر أبلغت إسرائيل بخطورة استمرارها في منع دخول المساعدات لقطاع غزة، مؤكدا على أنه لا صحة لما صرح به وزير خارجية إسرائيل عن مسؤولية مصر عن غلق معبر رفح"، مشيرا إلى أن غلق المعبر جاء بسبب التصعيد غير المبرر الذي تقوم به إسرائيل بمدينة رفح.
وتحاول إسرائيل منذ سيطرتها على المعبر من الجانب الفلسطيني إقناع مصر بالسماح بمرور الشاحنات والتنسيق معها لإدخالها، لكن القاهرة رفضت الأمر وذلك ردا على التصعيد والذي وصفته بـ"غير المقبول" من قبل الاحتلال الإسرائيلي تحديدا في مدينة رفح.
محاولة الاحتلال الإسرائيلي ابتزاز مصر وإقناعها بالسماح بعبور المساعدات في ظل سيطرتهم على المعبر من الجانب الفلسطيني، سيكون بمثابة دليل على فرض سيطرتهم الفعلية على المعبر الحدودي، لكن القاهرة أفشلت خطة تل أبيب ما دفع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" للخروج والتعليق على الموقف المصري بشأن هذا الأمر.
القيادي في الحركة أسامة حمدان، قال في مؤتمر صحفي قبل عدة أيام، إن "الحركة تقدر عالياً موقف مصر في إدانة قصف الاحتلال وعدوانه على معبر رفح، ونثمن رفض (القاهرة) طلب (الاحتلال) فتح المعبر في ظل هذه القصف وتواجد آلياته العسكرية فيه، وألا يفتح المعبر إلا وفق الآلية السابقة" أي بوجود مسؤولين فلسطينيين وخروج جنود جيش الاحتلال منه.