خطر الفثالات على صحة دماغ الجنين

تحذير من خطر خفي يهدد صحة دماغ الجنين

في دراسة حديثة أجراها باحثون بارزون من جامعة إيموري، تم تسليط الضوء على خطر قد يكون خفيًا داخل منازلنا، ولكنه يحمل تأثيرات سلبية على صحة دماغ الجنين. هذا التحذير يأتي في وقت نحن بحاجة فيه إلى إعادة التفكير في المواد الكيميائية التي نتعرض لها يوميًا.

ما هي الفثالات؟

الفثالات هي مواد كيميائية تستخدم على نطاق واسع في تصنيع العديد من المنتجات التي نستخدمها في حياتنا اليومية. يمكن العثور عليها في أغلفة الطعام، ألعاب الأطفال، وحتى في الشامبو الذي نغسل به شعرنا. تقوم هذه المواد بدور رئيسي في جعل البلاستيك أكثر مرونة ونعومة، مما يسهل عملية استخدامه.
ليلى الحلقة 28

مصادر الفثالات في حياتنا اليومية

لا تقتصر الفثالات على البلاستيك فقط، بل نجدها أيضًا في منتجات العناية الشخصية مثل مزيلات العرق والعطور. ومع مرور الزمن، يمكن أن تتراكم هذه المواد الكيميائية في البيئة وتنتقل إلى الطعام والماء، مما يؤدي إلى دخولها في مجرى دم الأم.

كيف تؤثر الفثالات على الجنين؟

تشير الدراسة إلى أن الفثالات تستطيع عبور المشيمة والتأثير على الجنين، مما يؤثر سلبًا على هرموناته وتفعيل النواقل العصبية في دماغه. حسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن التعرض لهذه المواد قد يسبب تفاعلات سلبية في نمو الجنين.

نتائج الدراسة

قام الباحثون بتحليل بيانات 216 أمًا في بداية الحمل و145 أمًا في المرحلة المتقدمة من الحمل، من خلال دراسة أتلانتا للأمهات والأطفال الأمريكيين من أصل إفريقي. تم فحص عينات البول للبحث عن الفثالات، وجمعت عينات دم من الأطفال بعد الولادة.

الآثار السلبية على نمو الدماغ

أظهرت النتائج أن ارتفاع مستويات الفثالات في بول الأم قبل الولادة يرتبط بانخفاض مستويات التيروزين، وهو حمض أميني يؤثر على هرمون الثيروكسين الذي يلعب دورًا مهمًا في نمو الدماغ والعظام. بالإضافة إلى ذلك، ارتبطت الفثالات بانخفاض مستويات حمض التربتوفان، المسؤول عن إنتاج السيروتونين، الذي يؤثر بشكل كبير على التواصل بين الخلايا العصبية.

تأثيرات على الأطفال

أظهرت الاختبارات على الانتباه أن الأطفال الذين تعرضوا لمستويات عالية من الفثالات في الرحم كانوا أقل تركيزًا وأبطأ في ردود الفعل. هذه النتائج تثير قلقًا كبيرًا حول التأثيرات طويلة الأمد على صحة الأطفال وأدائهم الأكاديمي.

قيود الدراسة

بينما تقدم هذه الدراسة رؤى مهمة، أشار الباحثون إلى بعض القيود، مثل عدم توفر معلومات دقيقة حول النظام الغذائي للمشاركات أو نوع الولادة، ما قد يؤثر على تعرض الأجنة للفثالات. هذه القيود تجعل من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث لفهم العلاقة بين الفثالات وصحة الجنين بشكل أفضل.