تراجع أسعار النفط وارتفاع المخاوف الاقتصادية

تراجع أسعار النفط في نهاية الأسبوع

كتبت- دينا كرم:

أسباب الانخفاض والارتفاع في الأسعار

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، حيث تزايدت المخاوف من تداعيات حروب الرسوم الجمركية التي تشنها الولايات المتحدة، والتي قد تؤدي إلى حدوث ركود اقتصادي عالمي. ومع ذلك، سجلت أسعار النفط ارتفاعًا للأسبوع الثالث على التوالي، بعد أن قامت واشنطن بزيادة الضغوط على كل من فنزويلا وإيران، وهما عضوان في منظمة أوبك، وفقًا لما أوردته وكالة "رويترز".

تفاصيل الأسعار الحالية

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 40 سنتًا، أي بنسبة 0.54%، لتغلق عند 73.63 دولارًا للبرميل. في المقابل، شهدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضًا قدره 56 سنتًا، أو بنسبة 0.8%، ليتم تداولها عند 69.36 دولارًا للبرميل.

الإجراءات الأمريكية وتأثيرها على السوق

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نية فرض رسوم جمركية متبادلة تستهدف مجموعة واسعة من الواردات، اعتبارًا من الثاني من أبريل. ورغم المخاوف من الركود، إلا أن المؤشرات المتعلقة بالطلب على النفط لا تزال قوية نسبيًا، كما أشار بنك جيه بي مورجان.

تغيرات المخزونات

أظهرت البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات النفط الخام الأمريكية شهدت انخفاضًا بمقدار 3.3 مليون برميل، لتصل إلى 433.6 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، وهو ما يتجاوز توقعات المحللين التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 956 ألف برميل.

أداء السوق الأسبوعي

وعلى أساس أسبوعي، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.9%، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا بنسبة 1.6%. ومنذ أن بلغ النفط أدنى مستوياته في عدة أشهر في أوائل مارس، شهد خام برنت ارتفاعًا تجاوز 7%، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 6%.

التداعيات السياسية والاقتصادية

أكد المحلل في باركليز، أماربريت سينغ، أن الموضوع الرئيسي هذا الأسبوع كان تصعيد إدارة ترامب للضغوط على نظام مادورو في فنزويلا. كما أشار إلى أن ترامب أعلن عن فرض رسوم جديدة بنسبة 25% على المشترين المحتملين للنفط الخام الفنزويلي، بعد أيام من فرض عقوبات أمريكية تستهدف واردات الصين من إيران.

المستقبل غير المؤكد للنفط الفنزويلي

تلك الإجراءات قد تؤدي إلى تفاقم انخفاض متوقع في إنتاج النفط الخام الفنزويلي، والذي قد يصل إلى 200 ألف برميل يوميًا هذا العام. وقد أسهم ذلك في زيادة حالة عدم اليقين لدى المشترين، مما أدى إلى توقف تجارة النفط الفنزويلي مع الصين، التي تُعتبر أكبر مشترٍ للنفط. في سياق آخر، أفادت مصادر من شركة ريلاينس إندستريز الهندية، التي تدير أكبر مجمع للتكرير في العالم، أنها ستقوم بوقف استيراد النفط الفنزويلي.