تأثيرات التوقف عن تناول النشويات على الجسم

التوجهات الغذائية الحديثة: النشويات تحت المجهر
في السنوات الأخيرة، أصبح العديد من الأشخاص يتجهون نحو أنظمة غذائية تقلل من تناول النشويات أو حتى تلغيها تمامًا. من بين هذه الأنظمة، يبرز نظام "الكيتو" و"اللو كارب"، حيث يسعى الكثيرون لتحقيق خسارة سريعة في الوزن وتحسين مستويات السكر في الدم.
هل التوقف عن تناول النشويات مفيد دائمًا؟
تدور الكثير من التساؤلات حول ما إذا كان الابتعاد عن النشويات هو الخيار الصحيح دائمًا. فما الذي يحدث داخل أجسامنا عندما نتخلى عن هذه العناصر الغذائية الأساسية تمامًا؟
فقدان الوزن السريع: حقيقة أم وهم؟
عندما نتوقف عن تناول النشويات، يبدأ الجسم في استهلاك مخزون الجليكوجين المخزن في العضلات والكبد كمصدر للطاقة. هذه العملية تؤدي إلى فقدان الماء الذي كان محتجزًا مع الجليكوجين، مما يفسر الانخفاض السريع في الوزن الذي يلاحظه البعض في الأيام الأولى. لكن يجب أن نكون واعين أن هذا الفقدان غالبًا ما يكون لفقدان السوائل وليس الدهون.
انخفاض مستويات الطاقة وصعوبة التركيز
تُعتبر النشويات المصدر الرئيسي للطاقة للجسم وللمخ. وعندما يتم تقليلها بشكل كبير، قد يشعر الفرد بالتعب والإرهاق المستمر، وقد يصاحبه دوخة وصداع. كما يمكن أن تؤثر قلة النشويات على التركيز والمزاج. يحتاج المخ إلى حوالي 120 جرامًا من الجلوكوز يوميًا لتحقيق الأداء الأمثل، لذا فإن الحرمان الكامل من الكربوهيدرات قد يؤثر سلبًا على الأداء العقلي والنفسي.
زيادة حرق الدهون: فرصة أم مخاطرة؟
بعد مرور أيام على التوقف عن تناول النشويات، يبدأ الجسم في الانتقال إلى حرق الدهون لإنتاج الطاقة، وهي حالة تُعرف بـ"الكيتوزيس". ورغم أن ذلك قد يؤدي إلى بعض الفوائد مثل فقدان الشهية وتحسين مستويات السكر، إلا أنه يتطلب متابعة دقيقة لتجنب ارتفاع مستوى الكيتونات الذي قد يُجهد الكلى.
رائحة الفم الكريهة والإمساك: الأعراض غير المرغوب فيها
عند اعتماد الجسم على الدهون كمصدر للطاقة، يتم إنتاج مركبات تعرف باسم الكيتونات والتي قد تسبب رائحة فم كريهة تشبه الأسيتون. بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص الألياف، التي توجد عادة في النشويات الصحية مثل الشوفان والحبوب الكاملة، قد يؤدي إلى الإمساك ومشاكل في الجهاز الهضمي.
تحسن مؤقت في مستويات السكر والدهون
على المدى القصير، قد يساعد الامتناع عن النشويات في خفض مستويات السكر في الدم وتقليل الدهون الثلاثية. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن الحرمان الكامل منها لفترات طويلة قد يسبب اختلالات في الهرمونات والتمثيل الغذائي.
الخيارات الصحية: البدائل المناسبة
ينصح الأطباء بعدم الاستغناء عن النشويات تمامًا، بل اختيار الأنواع الجيدة منها مثل:
- الشوفان الكامل
- البطاطا الحلوة
- الأرز البني
- الخبز الأسمر
هذه الأنواع تقدم الطاقة للجسم بشكل تدريجي وتحتوي على ألياف تدعم الشعور بالشبع وصحة الجهاز الهضمي.
الخلاصة: توازن الغذاء هو المفتاح
على الرغم من أن الابتعاد عن النشويات قد يؤدي إلى نتائج سريعة على الميزان، إلا أنه ليس الحل الصحي المستدام. يحتاج الجسم إلى توازن دقيق بين البروتينات والدهون والكربوهيدرات لتحقيق الأداء الأمثل. وأي خلل في هذا التوازن قد يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل.
شراب التوت الحلقة 103