الاجتياح البري وسر تواجد المارينز مع جيش
كتب- محمد صفوت:
مع الشرارة الأولى للحرب على غزة التي دخلت يومها الـ 18، كانت الولايات المتحدة داعمة وبقوة لدولة الاحتلال، من خلال مدها بالمساعدات العسكرية العاجلة والموافقة على تخصيص مليارات الدولارات.
الزيارة النادرة لرئيس أمريكي لإسرائيل وهي في حالة حرب، مرورًا بتحريك حاملة طائرات بمجموعاتها القتالية، وصولاً للإعلان عن نشر أنظمة دفاع جوي متطورة في المنطقة، كانت محاولة لطمأنة الجانب الإسرائيلي وردع أي أطراف خارجية من الدخول في الحرب.
منذ اليوم الأول، أعلنت واشنطن عن إرسال حاملة طائرات ومجموعتها القتالية إلى شرق البحر المتوسط، وقبل وصول حاملة الطائرات، وصلت فرقة "دلتا" وهي وحدة عمليات خاصة تابعة للجيش الأمريكي، تركز بشكل أساسي على مهمة تحرير الرهائن ومكافحة الإرهاب، وتحاط معظم عملياتها بالسرية.
مع وصول تعزيزات عسكرية أمريكية إلى المنطقة، تعالت الأصوات في دولة الاحتلال المنادية بالتدخل البري خاصة بين قادة جيش الاحتلال، لكن الاجتياح البري لغزة يتأخر يومًا بعد يوم، وتظهر على السطح أسباب التأجيل ويتوقع أن يكون منها انتظار وصول قوات أمريكية وانتشارها في المنطقة.
قوات مارينز في المنطقة
ضمن الاستعدادات الأمريكية لتأمين الحرب على غزة وضمان مصالحها وعدم استهداف قواتها في المنطقة، كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، في تقرير له تحدث خلاله مع مسؤولين في واشنطن وإسرائيليين مطلعين على الترتيبات والمناقشات، عن آخر الخطوات في هذا الشأن.
الموقع الأمريكي، كشف عن وصول ضباط من الجيش الأمريكي وجنرالاً من قوات المارينز فئة ثلاث نجوم، إلى إسرائيل أمس الاثنين.
وأشار "أكسيوس" وفقًا لتصريحات المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، إلى أن جنرالات المارينز وضباط الجيش الأمريكي يتواجدون في إسرائيل بهدف تقديم المساعدة والمشورة لقيادة جيش الاحتلال في حربه على غزة.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير، لـ"أكسيوس" إن اللفتنانت جنرال جيمس جلين من بين الضباط الذين أرسلتهم واشنطن إلى تل أبيب، وكان يرأس سابقًا العمليات الخاصة لمشاة البحرية وشارك في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق.
نقل خبرات الحرب على داعش
بحسب المسؤولين، سيقوم الضباط الأمريكيون بتقديم المشورة العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي حول خططه الحربية في غزة، عبر تبادل خبراتهم التي تعلموها في الحرب الأمريكية على داعش في سوريا والعراق.
وقالت مصادر مطلعة، إنه من غير المتوقع أن يبقى جلين في إسرائيل لمتابعة الغزو البري للجيش الإسرائيلي.
بدوره، أكد متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون": "سيتخذ الجيش الإسرائيلي كما هو الحال دائمًا قراراته الخاصة".
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، كشف أمس الاثنين في مؤتمر صحفي عن وجود ضباط أمريكيين ذوي الخبرة ذات الصلة بالعملية التي ينفذها الإسرائيليون، وهم موجودون هناك لتبادل وجهات نظرهم وطرح أسئلة صعبة.
يشار إلى أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، ورئيس القيادة المركزية الأمريكية إريك كوريلا، زارا إسرائيل وعقدا لقاءات مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت وقادة في جيش الاحتلال، بعد العملية المباغتة التي شنتها حماس على دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر الجاري، وأطلقت عليها "طوفان الأقصى".
إسرائيل وافقت على تأجيل الاجتياح البري
الإدارة الأمريكية انخرطت بشكل كبير في القرار الإسرائيلي الاحتياج البري إلى قطاع غزة المحاصر، في محاولة لتأجيل الغزو. رغم الأنباء التي كانت تصدر في الأيام القليلة الماضية التي تفيد بأن إسرائيل لا تنتظر القرار الأمريكي بشأن موعد الاجتياح البري.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين بأن إسرائيل وافقت على طلب واشنطن تأجيل الدخول البري إلى غزة حتى وصول قوات أمريكية إضافية، وذلك بعد طلب الولايات المتحدة تأجيل الاجتياح حتى الاستعداد بشكل أفضل لهجمات محتملة على الجيش الأمريكي بالمنطقة.
وخوفًا من اتساع رقعة القتال ودخول أطراف جديدة في الحرب، أو استهداف المصالح والقوات الأمريكية في المنطقة، يتواجد 2500 عسكري أمريكي في العراق و900 آخرين في سوريا، وتسعى واشنطن لعسكرة المنطقة أملاً في ترجيح كفة إسرائيل وردع أي قوى أخرى تسعى للدخول في المعارك.