-

الجارديان: أزمة في إنتاج زيت الزيتون بأوروبا

الجارديان: أزمة في إنتاج زيت الزيتون بأوروبا
(اخر تعديل 2024-09-09 15:26:01 )
بواسطة

مصراوي

قالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن مخزون زيت الزيتون كاد أن ينفذ في أوروبا، بسبب موجة الطقس الحار التي ضربت الدول الأوروبية في فصل الصيف، ما تسبب في ضرر معظم المحاصيل الزراعية للعام الثاني على التوالي.

وتابعت الجارديان نقلًا عن والتر زانري الرئيس التنفيذي لشركة فيليبو بيريو الإيطالية، "اليوم يكاد يكون من المستحيل شراء زيت الزيتون، لقد تم بيعه بالكامل"، لافتًا إلى أنه يتعين على إيطاليا استيراد الإمدادات من أمريكا الجنوبية لمواكبة الطلب.

ويتوقع زانري أن الوضع سيزداد سوءًا في السنوات المقبلة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، "ليس فقط للزيتون، ولكن لمنطقة زراعة البحر الأبيض المتوسط بأكملها".

وبحسب الصحيفة البريطانية، يُعتقد أن آمال إيطاليا في إنتاج ما يصل إلى 350 ألف طن، ذهبت أدراج الرياح بسبب الطقس، بما في ذلك الجفاف - وحتى العواصف الأخيرة في المناطق الشمالية من إيطاليا تسببت في اقتلاع الأشجار.

كما تأثر المزارعون الإيطاليون بالمرض البكتيري الملقب بـ"إيبولا الزيتون" - Xylella fastidiosa - الذي أدى لتضرر نحو 6 ملايين شجرة في السنوات الأخيرة.

زيت الزيتون في إسبانيا

تمت زراعة أشجار الزيتون حول البحر الأبيض المتوسط منذ آلاف السنين، حيث تنتج إسبانيا وحدها نصف إمدادات العالم من زيت الزيتون، لكن حرائق الغابات ودرجات الحرارة المرتفعة في الصيف، تسببت في التأثير على صناعة زيت الزيتون.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه من المتوقع انخفاض الإنتاج العالمي إلى 2.4 مليون طن، وفقًا للمجلس الدولي للزيتون، أي أقل من محصول العام الماضي وأقل بكثير من الطلب العالمي البالغ نحو 3 ملايين طن، بعدما ضرب الجفاف وموجات الحر التي تزيد عن 40 درجة الإنتاج في إسبانيا.

وزاد الطقس القاسي في مناطق النمو المهمة الأخرى بما في ذلك اليونان وإيطاليا والبرتغال، وكذلك تركيا والمغرب من الأزمة.

وقال زانري إن الشركة لا يزال لديها مخزون لتلبية مطالب التسليم، لكنها اضطرت إلى استيراد زيت الزيتون من تشيلي لتغطية الفجوة قبل وصول حصاد هذا العام، الذي يبدأ في أكتوبر، حيث جفت إمدادات الجملة في جميع أنحاء أوروبا.

وأوضحت الجارديان أن حجم حصاد هذا العام الآن "بعيدًا جدًا" عن الأعوام السابقة، فمن المتوقع أن تنتج إسبانيا 750 ألف طن - أكثر من 660 ألف طن، التي تم إنتاجها في حصاد العام الماضي الضعيف، ولكنها أقل بكثير من 1,3 مليون طن، كما في السنوات الماضية.

ولفت الرئيس التنفيذي لشركة فيليبو بيريو إلى أن الشركة اعتقدت أن الأمور تتحسن في الجزء الأول من الصيف، ولكن مع تقدم الصيف، ساءت الأمور.

ووفق الجارديان البريطانية، يقول المزارعون إن دخلهم المادي تضرر، حيث تتحد المحاصيل الفقيرة مع ارتفاع تكاليف الطاقة والعمالة، قال رافا غوزمان، مزارع الزيتون في منطقة خاين -مهد إنتاج الزيتون في إسبانيا-، والذي يشغل أيضًا منصب الرئيس المحلي لـ"أساجا"، وهي عاصمة إنتاج زيت الزيتون في إسبانيا، إن بعض المزارعين يواجهون الخراب حيث استمرت ظروف الجفاف في التأثير.

وتابع أن الحصاد هنا انخفض 70-80 %، "إنه أمر مروع للناس هنا، كان هناك حصاد سيء غريب، مثل العام الماضي، لكن محصولين سيئين على التوالي!

إنتاج زيت الزيتون في اليونان

ومن المتوقع أن تنتج اليونان 200 ألف طن فقط هذا العام، أي أقل بمقدار الثلث عن العام الماضي بعد الحرارة الشديدة ومشاكل غزو ذبابة الفاكهة.

وقال مانوليس يانوليس، رئيس جمعية زيت الزيتون اليونانية المهنية، إن المستهلكين يشهدون زيادات في الأسعار "بأكثر من 100 ٪".

وتابع "نحن نتطلع إلى خفض معدلات الإنتاج بمقدار النصف هذا العام، لقد تسبب عدم التوازن في الطلب والعرض بالفعل إلى زيادات كبيرة جدًا في الأسعار، والتي يتمتع بها المنتجون ولكنها تضر المستهلكين كثيرًا".

ويمتلك المصنعون نحو 115 ألف طن فقط من مخزون زيت الزيتون المتاح في إسبانيا، وفقًا لمحللين في مجموعة بيانات السلع Mintec، مقابل الاستخدام الشهري لحوالي 60 ألف طن.

وأدت المخاوف بشأن النقص إلى ارتفاع أسعار الجملة بصورة جنونية، حيث ارتفعت تكلفة زيت الزيتون البكر الممتاز من جنوب إسبانيا، إلى 8.45 يورو لكل كيلوجرام هذا الشهر، أي أكثر من ضعف سعر العام الماضي، وأعلى سعر تم تسجيله على الإطلاق لإسبانيا بناءً على بيانات الأسعار التي امتدت لأكثر من 20 عامًا.

وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار التجزئة بنسبة 47 % في محلات السوبر ماركت الكبرى في المملكة المتحدة، وفقًا للمحللين في Assosia.